: آخر تحديث

أمهلوا البعارين.. لتنهض

14
12
12


من هو ضد الديموقراطية.. إنسان لم يشعر بحلاوة الحياة، وأنا أعني هنا الديموقراطية النظيفة والصحية، إلى حد ما.

نحن في الكويت، و«أغلبنا تقريباً»، فرح وهلل وانشرح لحل آخر مجلس أمة، بعد أن بدأ يوجعنا لأسباب متعددة.

بعد أن أطلقنا زفرة الراحة لهذا الحل، فتحنا صدورنا للحكومة، مرحبين بما ستقوم به وتنجزه في أقصر فترة، في ما تربّص البعض واستنفر قرون الاستشعار بانتظار أي زلة أو غلطة أو إخفاق، وحموا «الطّيران» استعداداً للشماتة «وفش الغل».

بالتأكيد ليس كل ما أنجزته حكومتنا إلى اليوم يُشفي غليلنا أو يحقق آمالنا، لأننا كشعب متعطشون للإنجاز والتحرّك نحو المستقبل والانطلاق نحو آفاق التميز، بعد أن طال أمد الجمود والرجوع إلى الخلف.

ولكننا أيضاً يجب أن نكون واقعيين وأقرب إلى المنطق، فالخراب الذي أصاب البلاد مؤخراً كثير منه أصبح، وللأسف، متأصلاً ومتجذراً في بعض الوزارات والمؤسسات، ويحتاج إلى وقت ليس بقصير لاجتثاثه واقتلاعه من جذوره.

إنجازات تنظيف هذا الواقع المؤسف عندنا نقرأها كل يوم على صدر صحفنا، وما تتناقله وسائل التواصل الاجتماعي (دون الالتفات إلى التبهير هنا وهناك، إما مدحاً أو ذماً)، إلا أنه بشكل عام يثلج صدورنا.

وحتى تبدأ بشكل صحيح يجب أن تنظف الأرضية.

أعرف أنه لا يمنع أن يوازي التنظيف.. الإنجاز والتنمية والتطوير، إلا أن ثلاثة أشهر بنظري الشخصي فترة ليست كافية للحكم على أداء الحكومة مئة بالمئة.

الإنسان الناجح إذا ما وضع في مكان بغرض تطويره، خاصة إذا كان هذا المكان بنى عليه العنكبوت بيوت الفساد، فإنه يحتاج إلى فترة فقط للبحث والعمل الدؤوب للوصول إلى مكامن الخلل ورؤوس الفساد، وبعض الوقت للتفكير بكيفية التخلّص منهم بشكل قانوني وثابت، ويحتاج إلى فترة للبحث عن البديل شخصاً كان أم خطة عمل.

لا يمكن لهذا المسؤول، مهما كانت إمكانياته خارقة، أن يحوّل مؤسسته أو شركته إلى مكان يشار إليه بالبِنان، كمثال للنجاح والتميز والإنجاز، في شهور قليلة.

أنا أقدّر استعجالنا للإنجاز والتطوير، فهذا هو المطلوب في الشعوب، التي افتقدت تميُزها وتطورها، وهو ما كان يميزها سنوات طويلة، ولكن العقلانية والموضوعية مطلوبتان أيضاً، فالفساد في الديرة عجزت البعارين عن حمله، فناخت وبقيت على الأرض فترة طويلة، غير قادرة على النهوض، بانتظار من يخفف عنها هذا الحمل الثقيل.

هذا الحمل من ثقله، يحتاج إلى أن يُرفع عن البعارين واحداً تلو الآخر - مع الفارق في التشبيه طبعا - لتتمكن من فرد سيقانها شيئاً فشيئاً استعداداً للوقوف.

حتى سرعة هذه البعارين تكون بطيئة نوعاً ما في البداية، بسبب طول فترة نواخها، إلى أن تستعيد نشاطها بشكل كامل.

نعم يجب أن نكون شفافين وصريحين مع واقعنا، وان المطلوب إنجازه أكبر من الحاصل، إلا أننا يجب ألا نقسو على المجتهد حتى لا يُصاب بالإحباط.

الصراحة تتطلب منا أن نقول إن هناك تفاوتاً كبيراً وكبيراً جداً بين أداء وإنجاز الوزراء، فإنجازات الوزير النشط والأمين الشيخ فهد اليوسف الصباح لا تقارن أبداً بوزراء آخرين وللأسف.

* * *

كل التقدير والشكر لمتخذ قرار رفع عدد الوزيرات، فالمرأة الكويتية إضافة في كل مكان تتولّى فيه المسؤولية، مثل أخيها الرجل.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.