راشد محمد النعيمي
نجاح تلو الآخر يحققه برنامج «نافس» في توظيف الكوادر الإماراتية وتغيير النظرة التي كانت سائدة للعمل في القطاع الخاص الذي يعد الأنشط والأكثر فرصاً وأفقاً في الإمارات التي تشهد رواجاً لا مثيل له وتسجل يومياً قصص نجاحات في كل المجالات وتدفع بأصحاب أعمال ومستثمرين بدأوا حياتهم عبره إلى القمة وصنعت منهم رجال أعمال وأصحاب أموال في قطاع واعد إذا ما نظرنا إليه بعين فاحصة ووضعنا لأنفسنا خططاً للارتقاء.
دولة الإمارات التي تستهدف توفير 100 ألف فرصة وظيفية جديدة للمواطنين في القطاع الخاص خلال الأعوام الثلاثة المقبلة تقود هذا الملف بجدية واضحة وتخطيط مدروس وتراقب كل صغيرة وكبيرة وتسعى لإنجاح البرنامج ودعمه بكل الطرق وهي تواجه نظرة قاصرة من البعض تجاه هذا الخيار، حيث ما يزال القطاع الحكومي الأكثر جذباً لكنها ترمي إلى مستقبل واعد يكون فيه لأبناء البلد وجودهم في القطاع الأكثر فرصاً والذي يجذب الناس من كل العالم للاستثمار فيه فهو موطن تحقيق الأحلام الذي ذاعت شهرته في كل مكان.
ذلك الإصرار نلمسه في كل مرة يتم فيها ضبط المتلاعبين بالبرنامج وأهدافه والاحتيال على توجهاته النبيلة ودوره المجتمعي، حيث التشدد في العقوبة زمنها الواقعة الأخيرة التي حكم فيها بتغريم شركة خاصة مبلغ 10 ملايين درهم، لارتكابها مخالفة عدم الالتزام بمعايير وضوابط القرارات المنظمة للتوطين في شركات القطاع الخاص والتحايل على تحقيق مستهدفات التوطين بتعيين 113 مواطناً بشكل صوري.
ندعوكم جميعاً لدعم هذا التوجّه الرامي إلى خلق المزيد من الفرص لمواطني دولة الإمارات وضمان مشاركتهم الفاعلة في النمو الاقتصادي وتنمية البلاد التزاماً برؤية قيادتنا الرشيدة بضرورة تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز مساهمتها في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة، فمن خلال حث شركات القطاع الخاص على منح الأولوية لتوظيف المواطنين، فإننا لا نستثمر في مستقبل شبابنا فحسب، بل نعزز أيضاً الاستدامة الاقتصادية من خلال تنوع القوى العاملة في بلادنا وهو هدف استراتيجي وهام جداً.
نتمنى ألا نسمع مرة أخرى عن حالات تلاعبت بأهداف «نافس» وعمدت إلى التوطين الصوري؛ لأنها بذلك تتلاعب بالمجتمع وأحلام شبابه وخطط دولة بأكملها جندت كل إمكاناتها لتعزيز كوادرها وأن يظل القطاع الخاص شريكاً أساسياً وفاعلاً في تطوير اقتصاد الدولة وتحريك عجلة التنمية الاقتصادية، يمنح المواهب الإماراتية الطموحة دوراً رئيسياً في تطوير هذا القطاع الحيوي، وتحقيق نجاحه وتميّزه.