مارلين سلوم
الشهر الثامن من العام كان في حساباتنا شهر الاستمتاع بالعطلة الصيفية قدر المستطاع قبل وصول سبتمبر، الذي يعلن عودة الناس جميعاً إلى العمل والمدارس والجامعات.
لكن منذ أن صارت العودة إلى الدراسة سريعة ولا تنتظر استكمال الموسم الصيفي، فتفتح المدارس أبوابها في الأسبوع الأخير من أغسطس، (أو حتى قبله)، صار الصيف ضيفاً خفيفاً، ويزداد «طراوة» وانتعاشاً، كلّما عرفنا كيف نستغل أيامه ونكثر من الأنشطة فيه.
تستغرب حين تسمع اليوم أولياء أمور يشكون الفراغ والملل الذي يعيشه أبناؤهم في العطلة الصيفية، رغم تقلّصها عما كانت عليه قبل سنوات، حين كانت الدراسة تنتهي في الشهر السادس (يونيو)، والعودة تكون في الشهر التاسع (سبتمبر)، وبعضهم يمدّها حتى العاشر!
ينزعجون من ملل الأبناء ومن سهرهم حتى الفجر، ونومهم حتى الظهر وما بعده وكأنه من الصعب التخطيط العملي وقبل بدء الإجازة، لاستثمار وقتهم بما يفيدهم ويمتعهم في آن.
ليس صعباً العزم على تسجيل الأبناء في المخيّم الصيفي، وحبذا لو انتشرت المخيّمات الصيفية وتولّت إطلاقها وتنظيمها جهات عدة، سواء كانت حكومية أم خاصة، لتستوعب كل الأطفال والشباب وحتى الكبار من مختلف الفئات العمرية. ولا شك في أن المخيم الصيفي الذي نظمته وزارة الثقافة، وانتهت دورته الخامسة مع نهاية يوليو الماضي، نجح في تقديم أنشطة وفعاليات متنوعة يستفيد منها المنتسبون فيستفيد منهم المجتمع.
أهم ما في فكرة المخيّمات والأنشطة الاجتماعية الصيفية، أنها تحثّ كل إنسان على العمل واكتشاف مهارات جديدة لديه، واكتساب معرفة ومعلومات والتدرّب على العمل الجماعي، وكيفية استغلال الوقت بما يفيده ويفيد الآخرين من حوله، وتجعل منه كائناً إيجابياً يفيد مجتمعه وبلده ولا يكون عالة عليه. كل استغلال للوقت يجب أن يكون مقروناً بالإحساس بالمتعة والسعادة في ما يفعله الأطفال والشباب، حتى في استكشافهم أي مكان أو معلومة يتعلمون الكثير إذا ما فعلوا ذلك بحب وحماسة، وإذا وجدوا من يشجعهم ويمشي معهم رحلة الاستكشاف الصيفية بفرح وبهجة.
وحين نقول: صيف واستغلال وقت ونشاط، لا بدّ أن نرى في الخطة حركة ورياضة أياً يكن نوعها، كما نرى بعض الحرف اليدوية التي نتمنّى المحافظة عليها ليتعلمها الأطفال والشباب ولو من باب المعرفة، أياً تكن تلك الأشغال الخفيفة، بجانب الألعاب التي تبعدهم عن عالم الإلكترونيات والعزلة الإلكترونية التي يغرقون فيها معظم أيام حياتهم. ونرى تدريبات على العمل الاجتماعي مثل التدريب على الإسعافات الأولية، وكيفية التصرف في حالات الطوارئ المناخية، وغيرها من المعلومات المهمة والضرورية التي نتمنّى أن تصبح جزءاً أساسياً من المنهج التعليمي في المدارس وترافق الطالب منذ طفولته حتى مراهقته.