: آخر تحديث

المستقبل والتجربة الإماراتية

24
20
23

عند الحديث عن المستقبل، يعتقد بعضهم أنه مجرد توقعات عشوائية، أو تنبؤات عامة، وفق ما يقود نحوها التفكير. والحقيقة أن عمليات استشراف وقراءة المستقبل، تعتمد على العلم والمعرفة، وتحتاج إلى المعلومات اللازمة، وتحليل البيانات، وفهم واضح للتوجهات الآنية، وقراءة واقعها بما سينعكس على الأيام المقبلة. لذا تعد عمليات استشراف المستقبل، من أهم مجالات التخطيط، وبناء الاستراتيجيات، وهو علم قائم، يهتم بدراسة المستقبل، مخزونه المعلومات الدقيقة، والرؤية الصحيحة، والفهم العميق للواقع. ولتحقيق قدرة ومهنية على دراسة المستقبل، هناك أسس علمية ومعرفية، مثل جمع البيانات وتحليلها، وهذه البيانات متنوعة من الاقتصاد إلى المجتمع، وصولاً إلى الجوانب التقنية والبيئية وغيرها. ودون شك أن تحليل هذه البيانات بشكل صحيح ودقيق، سيوضح الاتجاهات المعمول بها الآن، والتي هي على أرض الواقع، وهذا سيقود نحو فهم للتغيرات بما سيؤثر في المستقبل. صحيح أننا نعيش عصر التقنيات الحديثة، وحقبة الذكاء الاصطناعي، وهي تقنيات تستطيع المساهمة بتقديم نماذج حاسوبية، من خلالها نضع سيناريوهات مختلفة عن المستقبل، وتقدم لنا نتائجها، وهذه ستساعد على اختبار الفرضيات، وأيضاً معرفة التداعيات التي قد تقع عند إقرار القرارات، التي سيكون لها تأثير في المستقبل. ولا ننسى أهمية التعاون بين الخبراء والعلماء والمختصين في مجالات الاقتصاد والمجتمع والبيئة والتكنولوجيا وغيرها؛ لوضع نموذج ورؤية واقعية للمستقبل، لأن مثل هذا التعاون، سيسهم في تقوية الرؤية، ووضوحها، بل وفهمها بشكل دقيق، والأهم أنه سيوضح التحديات والصعوبات التي ستعترض مسيرتنا نحو المستقبل المشرق. استشراف المستقبل، يكتسب أهمية بالغة، في مجالات العمل الحكومي خاصة، وهي المسؤولة عن الرفاه وجودة الحياة، وتبني مبادرات استباقية، تقوم على أسس مستقبلية، سيكون لها أثر بالغ وكبير في حياة الناس.

واستُحضِرَ النموذج الإماراتي، كدلالة على نجاح الرؤية نحو المستقبل، بل التوجه المبكر نحو العمل في المستقبل، وهي مرحلة متقدمة، تجاوزت التخطيط وبناء الاستراتيجيات. وكان لهذه السياسة الأثر البالغ والعظيم، في قوة الاقتصاد، والتنمية، والرعاية الاجتماعية، والصحة، والتعليم. التجربة الإماراتية، حاضرة، وهي متاحة لكل من يريد التعرف إليها، واتباع نهجها، والاهتداء بأعمالها، وتجاربها، ومنجزاتها. ويبقى العمل في المستقبل واستشرافه، حاجة حيوية ومهمة، لكل أمة تريد الرفاه والتطور والتقدم.

 

www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.