: آخر تحديث

خسارة الديموقراطيين واقعة مع بايدن أو من دونه

5
5
6

النقاش الدائر في أوساط الحزب الديموقراطي حول صحة الرئيس جو بايدن، وما إذا كان يتعين عليه المضي في ترشحه أو الانسحاب لمرشح آخر، فضلاً عن الحذر الذي يبديه كبار المتبرعين للحملة الرئاسية الديموقراطية بعد المناظرة التلفزيونية مع الرئيس السابق دونالد ترامب في 27 حزيران (يونيو) الماضي، يؤذنان بفوضى داخل الحزب قبل أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية.

كل تركيز بايدن والدوائر المقربة منه يعمل الآن على إظهار أن الرئيس في حال صحية وذهنية تمكنه من القيام بأعباء الرئاسة لأربع سنوات مقبلة. المدافعون عنه يعزون سبب الأداء السيىء أمام ترامب إلى "نزلة برد"، بينما عزا بايدن نفسه السبب إلى السفر أياماً عدة بالطائرة قبل المناظرة، الأمر الذي سبب له الإرهاق.

أقوى المدافعين عن بايدن، هي زوجته جيل، التي قالت في مقابلة صحافية إن من "غير الجائز أن ندع 90 دقيقة (هي مدة المناظرة) تضيّع أربعة أعوام من رئاسة" مليئة بالإنجازات.

حال التلململ داخل الحزب الديموقراطي، مقتصرة حتى الآن على بعض النواب الذين يخشون أن تؤدي حادثة أخرى، على غرار ما حصل في المناظرة، إلى كارثة في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر).

ويسعى بايدن الذي اجتمع مع حكام ولايات ديموقراطيين لطمأنتهم إلى قدراته الصحية والذهنية، إلى تهدئة المخاوف التي أثيرت عقب المناظرة. لكنها مهمة شاقة وليس من المضمون أن تعيد إصلاح ما انكسر ليلة المناظرة.

في الأصل، ينظر الأميركيون إلى بايدن الذي يعتبر أكبر رئيس سناً في تاريخ الولايات المتحدة، على أنه خيار غير موفق، من دون أن يعني ذلك أنهم ينظرون إلى ترامب على أنه شاب، وهم أيضاً كانوا يفضلون أن يختار الحزب الجمهوري وجهاً أصغر سناً.

هذه النظرة السلبية تصعّب من عملية ترميم الصورة التي تهشمت في 27 حزيران، حتى ولو بقيت شخصيات لها وزنها في الحزب الديموقراطي، مثل الرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وزعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وفية لترشيح بايدن.

والمثير للاهتمام في سابق مواقف زعماء الحزب هو موقف رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي اتخذت موقفاً يتسم بالحذر، ولم تعلن صراحة تأييدها لمضي بايدن في ترشيح نفسه. بيلوسي سبق لها أن انتقدت موقف الرئيس في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكانت تفضل ممارسة ضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب.

بعد المناظرة، بات بايدن أكثر ارتهاناً لنتنياهو، بدليل أنه سيستقبله لدى زيارته واشنطن في 24 تموز (يوليو) الجاري لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، بدعوة من رئيس المجلس الجمهوري مايك جونسون، الذي يأخذ على بايدن عدم دعمه إسرائيل بما يكفي لحسم الحرب. ولم تتوانَ بيلوسي عن تأنيب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفرز لموافقته على طلب جونسون.

يعيش الحزب الديموقراطي أياماً عصيبة، بفعل الجدل الذي فرض نفسه بعد المناظرة الرئاسية الأولى حول سلامة القدرات الصحية والذهنية لبايدن. ويزداد الضغط والتوتر، لأن المسألة أثيرت في هذا الوقت المتأخر من الحملة الانتخابية، وحتى لو تنحى بايدن وجيء بمرشح أصغر سناً، سيكون من الصعوبة بمكان أن يتمكن من اقناع الأميركيين به.

ومع اقتراب المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي في أواسط الشهر المقبل، لا يوجد متسع من الوقت أمام الديموقراطيين لمؤازرة بايدن أو للذهاب إلى خيار بديل. الضرر وقع ولا بد من أن ينعكس على نتائج الانتخابات.

كان على الديموقراطيين الذين صدمهم أداء بايدن، أن يعدوا لمثل هذه الحسابات منذ عام أو أكثر، عندما أعلن الرئيس أنه سيترشح لولاية ثانية. أما الآن، فالخسارة واقعة، سواء بقي بايدن أم قرر الانسحاب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد