شدني إعجاباً الشاب السعودي الذي كان يوزع المظلات على الحجاج لحمايتهم من حرارة الشمس. كان لطيفاً مبتسماً، يحسن التعبير والتقدير، كان يوزع الحب والكرم العاطفي على الحجاج قبل توزيع المظلات.
هذا الشاب سواء كان موظفاً أو متطوعاً هو أنموذج للمواطن السعودي الموجود في مواقع كثيرة، يؤدي عمله بكل إخلاص، ملتزم بالقيم الأخلاقية والمهنية، يتعامل مع الجميع بكل احترام وبنفس مستوى الأداء بدون تمييز. هو صورة معبرة عن صور جميلة منتشرة في المواقع المختلفة لأداء المناسك لتقديم كافة الخدمات للحجاج بأعلى مستويات الأداء.
هذا الشاب الذي يؤدي عمله بكل حب وإخلاص يعكس ثقافة الإخلاص والمسؤولية للقيادة السياسية والقيادات الإدارية بمستوياتها المختلفة في كافة قطاعات الدولة. سيقابل الحاج هذه الثقافة أينما اتجه، سيشعر بالراحة والأمان، سيلاحظ تنوع الخدمات ومستواها المتطور، سيؤدي مناسكه بيسر وسهولة.
إنه الإنسان، توفرت الخدمات والتقنية ووسائل المواصلات المتنوعة والخدمات الطبية، خدمات شاملة تشارك فيها كل قطاعات الدولة، كلها خدمات أساسية ضرورية وهي رغم شموليتها وتطورها من سنة لأخرى لا تكتمل إلا بالسلوك الإنساني الودي الذي يمارسه الجميع مع الجميع، وزير الصحة الأستاذ فهد الجلاجل كان قدوة في لقائه الرائع مع حاج عراقي في أحد المراكز الصحية في مكة. إنه الإنسان المتعلم المتدرب الذي يؤدي عمله بشغف وحماس ومسؤولية. هذا الإنسان تنعكس ثقافته وتربيته وحبه لوطنه على شخصيته وأدائه لعمله ليس في موسم الحج فقط وإنما بصفة دائمة في مواقع العمل المختلفة، مع استبعاد الحالات الفردية التي لا يقاس عليها. أداء إداري يعبر عن ثقافة إنسانية دون أن يتنازل عن تطبيق الأنظمة والقوانين لمصلحة الجميع تحقيقاً للعدالة.
الوزراء موجودون في الميدان، وزير النقل والخدمات اللوجستية الأستاذ صالح الجاسر أجاب على سؤال لمراسل العربية عن سبب هذا الوجود مع أنه يستطيع المتابعة من المكتب، قال: وجودي في الميدان بهدف تشجيع أكثر من 47 ألف موظف يعملون في منظومة النقل ليلاً ونهاراً لخدمة الحجاج، وقال: كافة الجهات الحكومية تعمل بجهد وشراكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده من أجل خدمة الحجاج.