: آخر تحديث

واينبرغ ومحمد العراقي

25
25
28

«.. يمكن القول إن أغلبية رجال الدين، في الدنيا» تعتمد «شهرتهم» على قدرتهم على الحفظ، وعلى التقليل من قيمة منافسيهم!

* * *

في مقال نشر قبل عشرة أعوام، طرح الكاتب محمد العراقي مجموعة من التساؤلات التالية، بتصرف، والتي جاءت بعد شيوع خبر استقالة بابا الفاتيكان «بنديكتوس السادس عشر» من منصبه البابوي الرفيع، وبالتالي ورد في باله أن يطلب من كل رجال الدين في العالم أن يحذو حذو البابا المستقيل، ويستريحوا ويريحوا، وبدأ بتخيل ما سيكون عليه وضع العالم لو استقال كل رجال الدين؟

فهل ستنهار البورصات العالمية؟ وهل ستتوقف حركة المطارات والقطارات والعربات في العالم؟ هل ستتوقف حركة البناء؟ هل ستتوقف حركة البحث العلمي والاختراع؟ هل سيتوقف الإنترنت؟ هل سيتوقف دوري الكرة الإنكليزي أو الأوروبي؟ هل ستتوقف الصين عن غزو العالم بمنتجاتها؟ هل ستتوقف أساطيل أمريكا عن الحركة في البحار والمحيطات؟ هل ستتوقف المزارع في العالم؟ هل ستتوقف المدارس والجامعات عن تعليم الطلبة؟ هل ستتوقف النساء عن الإنجاب؟ هل ستنتهي الأديان في العالم؟ هل سيتوقف المؤمنون عن الصلاة والدعاء لخالقهم؟ هل سيتوقف أي نشاط مفيد للبشرية إذا استقال كل رجال الدين في العالم؟ وهل يحتاج البشر لوسيط أو سمسار أو وكيل بينهم وبين خالقهم؟ وأجاب على كل الأسئلة أعلاه، وغيرها، بكلمة واحدة «لا».

لكنه استدرك بأن استقالة كل رجال الدين في العالم سينتج عنها غالباً التوقف عن القتل باسم الدين، وانحسار قوى الكراهية بين الناس بسبب اختلاف أديانهم، وسيتوقف تجنيد لابسي الأحزمة الناسفة، وسيتوقف قتل النفس والآخرين باسم الرب، وسيتوقف سيل الفتاوى، وقصص الجن المرعبة والعفاريت المخيفة، وسيبدأ البشر في استخدام عقولهم بشكل أكبر، كما ستتوقف الأحزاب الدينية عن استخدام الدين في السياسة، وسيتوقف جمع أموال التبرعات من ملايين السذج، شرقاً وغرباً، لتصب في جيوب أغلب رجال الدين، وتمويل شراء القصور، والعيش كالملوك، وامتلاك اليخوت والطائرات.

ينهي الزميل العراقي مطالبته بمخاطبة رجال الدين، بأن العالم ليس بحاجة إلى وسيط ليقربهم إلى الله، أو ليعرفهم به، لأننا في زمن الوعي والمعرفة وسهولة التواصل عبر الإنترنت وسرعة الوصول إلى المعلومة، وأن يبقى الله في قلوب المؤمنين، وليس على فوهات بنادقهم ومدافعهم، وأن يتركوا العقول لتبحث عن الإنارة والصلاح والمعرفة، لينعم الجميع بالحب والوئام بعيداً عن وصايا وفتاوى رجال الدين!

* * *

يقول عالم الفيزياء الأمريكي الكبير ستيفن واينبرغ Steven Weinberg: بشكل عام، يتصرف الأشخاص الأخيار الطيبون بشكل جيد، ويتصرف الأشرار بشكل شرير.

لكي يتحول الإنسان الطيب إلى آخر شرير فإنه بحاجة إلى عقيدة «متطرفة»، تعطيه الصك لأن يقتل من يريد!

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.