: آخر تحديث

من طرائف الأخطاء المطبعية

8
10
9

عرض كاتب في دورية عربية قديمة، لبنانية تحديداً، يعود تاريخ صدورها إلى نصف قرن مضى، مجموعة من طرائف الأخطاء المطبعية، التي كان يقع فيها منضّدو المقالات لتنشر في الصحف والمجلات، يوم كان الكتّاب يكتبون مقالاتهم ونصوصهم بالقلم ويدفعون بها إلى المطبعة، ليجري تنضيدها هناك. هذا الكاتب والذي اكتفى بأن وقّع ما كتب تحت اسم «المسعودي» جمع حكايات تنطوي على مثل هذه الطرائف، يبدو أنها حصيلة معايشاته وعمله إما كمحرر، أو كاتب، في الصحافة.

من هذه الطرائف أن مقالاً كرّس للأديب والفنان اللبناني رضوان الشهّال جاء فيه: «إن الشهّال شاعر وكاتب ورسام، وهو أيضاً يضرب أوتار العود»، فظنّ عامل المطبعة أن الفعل هو «يُعذّب» وليس يضرب، فحار كاتب المقال وهو يراجعه، قبل النشر، أيصحح الخطأ، أم يبقيها كما نضّدها العامل: «يعذّب»، فيدع رضوان الشهال يعذّب العود بدل أن يضربه، والمفردتان، فيما رأى الكاتب، تصحّان.

حين أخبر الكاتب الشهّال، لاحقاً، بالحكاية، بعد نشر المقال وقد أعيدت الكلمة إلى «يضرب»، هزّ رأسه، ثم تناول العود من جانبه، وأخذ يعزف عليه، وهو يسأل الكاتب: «قل بحق الله.. أهذا ضرب أم تعذيب؟»، وعلى سبيل الدعابة ختم الكاتب الحكاية بالقول: «كانت الأوتار، وايمُ الحق، تتلوى من العذاب والألم، ثم تصرخ مستجيرة أن أنقذوني».

حكاية أخرى أكثر طرافة أوردها الكاتب المسعودي، وتقول، إن الكاتب حسيب الكيالي، وبعد قراءة مقال له، ذات يوم، في إحدى المجلات، ورأى فيه ما رأى من أخطاء مطبعية وقع فيها عامل المطبعة، قال بالفصحى: «إنني أوصيكم منذ الآن يا أصدقائي، أن تحفروا على شاهد قبري، بعد عمر طويل، هذه الجملة: «لقد مات، رحمه الله، ضحية الأخطاء المطبعية». وصمت الكيالي قليلاً، قبل أن يستدرك بعاميته الشامية: «آخ.. قديشني خيفان يطلع على الشاهد كمان شي غلطة مطبعية»!.

ولأن مقال المسعودي مخصص للطرائف، سنختم بطرفة أخرى لا علاقة لها بالأخطاء المطبعية، تنسب إلى الفنان الموسيقي عاصي الرحباني، وتدور حول مفردة «سلطن» التي تقال عادة عن عازف العود عندما يتجلى في العزف، وصار الناس يطلقونها أيضاً على السيدة أم كلثوم عندما تتألق في غنائها على المسرح. تساءل عاصي هنا: «وشو دخل السلطان والسلطنة هون؟ هون في الشعب اللي عم يسمع ويصفق، لازم نغيّر هالكلمات، لازم نقول «شعبن» نسبة إلى الشعب؛ لأنه هو اللي عم يتسلطن إذا عجبه العزف على العود».

تعليقاً على ما قاله عاصي، رأى المسعودي مورد الحكاية: «وأنت تفكر بكلمة (سلطن) هذه ستكتشف أنها من مخلفات الحقبة العثمانية، وأن زمانها مضى ويجب تغييرها».

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد