: آخر تحديث

التسامح ومجلس الأخوة الإنسانية

28
27
31

«أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر، ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات، نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها، بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أوعرق...».

(صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم)

ولتزايد الاهتمام دولياً بموضوع التسامح، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء في عام 1996 إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 نوفمبر من كل عام، وذلك من خلال القيام بأنشطة توعوية وتثقيفية نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح، وأعلنت بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر 1995.

وتعد العدالة الاجتماعية مبدأ أساسياً من مبادئ «التعايش السلمي والتسامح» بين الأمم، وهي أكثر من مجرد ضرورة أخلاقية، فهي أساس الاستقرار الوطني والازدهار العالمي لشعوب الأرض.

لقد استطاعت دولة الإمارات تحقيق نسب عالمية كبيرة في تحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية والتسامح بين مواطنيها والمقيمين على أرضها بمختلف جنسياتهم ومعتقداتهم.

وتعد سيادة القانون وصون الكرامة الإنسانية وتحقيق التسامح والعدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة دعامات للمجتمع الإماراتي وحقوق أساسية يكفلها الدستور ويحميها القضاء المستقل العادل، ويأتي ذلك ترسيخاً لمبادئ وقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي رسخ الود والتسامح في نهج وسياسة دولة الإمارات، مما جعل الدولة تتبوأ مرات عديدة مراكز متقدمة إقليمياً وعالمياً في سيادة القانون في تقرير مشروع العدالة العالمي والعدالة الاجتماعية والتسامح، وتقدمها على العديد من الدول العالمية والتي تعرف بأنها مثال للتسامح مثل كندا، وهولندا، ونيوزيلندا، وسنغافورة والسويد.

وفي الوقت الذي يعيش فيه العالم من حولنا اضطرابات غير مسبوقة تتزايد فيه مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية، تنطلق من دولة الإمارات مبادرات إنسانية أخلاقية سامية ولقاءات ودية وأخوية تهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب، ومثال على ذلك مجلس الأخوة الإنسانية، الذي أقيم في بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي، والذي جمع قيادات عالمية ومسؤولين دوليين سعياً إلى تعزيز الحوار وتبادل الأفكار بهدف توحيد الجهود المشتركة الرامية إلى تجسيد مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين ووزارة التسامح والتعايش واللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

وقد احتفل هذا الحدث التاريخي بالذكرى الخامسة لإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية من أبوظبي، والتي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام 2019. وانعقد المجلس، هذا العام، بمشاركة قيادات عالمية ومسؤولين دوليين، مؤكداً أهمية التنمية المستدامة في بناء المجتمعات ودور الشباب والمرأة في تجسيد قيم وروح التضامن والأخوة.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش: «إن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية تعكس رؤية قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اللذين يحظيان بدعم قوي من قيادة الدولة الرشيدة»، مضيفاً: «إننا في دولة الإمارات ملتزمون بجعل التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية جزءاً أصيلاً من مجتمعنا، وملتزمون أيضاً بمشاركة هذه القيم مع العالم».

عودة للقول، إن دولة الإمارات ومن منطلق إيمانها ببناء الإنسان وترسيخ مبدأ الإنسانية والتسامح، بادرت حكومتها في إنشاء وإقامة وزارة معنية بالتسامح، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم وذلك تقديراً للتنوع الثري للثقافات المتعددة لأكثر من 200 جنسية مختلفة الموجودة على أراضيها، ضماناً لنشر العدل والتسامح وتجنب التحيز في التشريعات وفي إنفاذ القوانين وإتاحة الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكل شخص على أرض الإمارات دون أي تمييز والتأكيد دوماً على قبول الآخر فكرياً وثقافياً ودينياً وطائفياً، كما أسست أيضاً» «جائزة محمد بن راشد للتسامح» والتي تهدف لبناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح وتدعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح والانفتاح على الآخر في العالم العربي، بالإضافة إلى إنشاء «المعهد الدولي للتسامح»، والذي يعد أول معهد للتسامح في العالم العربي يعمل على تقديم المشورة والخبرات اللازمة في مجال السياسات التي ترسخ لقيم التسامح بين الشعوب ويقوم بنشر الدراسات والتقارير المتعلقة بموضوع التسامح والعمل مع المؤسسات الثقافية المعنية في العالم العربي لنشر مبادئ التسامح لدى أجيال الحاضر والمستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد