: آخر تحديث

لمحة من المشهد المصري

11
11
11

سنحت لي فرصة حضور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الراهنة، وهو من أقدم المعارض العالمية ومن أكثرها حضوراً جماهيرياً وفعاليات متنوعة، وكانت فرصة لتأمل ما يتضمنه المعرض من نشاطات، ومستوى الإقبال عليها، وكذلك مدى الإقبال على شراء الكتاب، وفي نفس الوقت محاولة تأمل ورصد إيقاع الشارع المصري في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر العزيزة.

في الواقع لم يكن لأكبر المتفائلين أن يتوقع ذلك الإقبال الكثيف على المعرض من كل فئات العمر، مصر لا زالت مزاراً ثقافياً مميزاً، وما زال المصريون منتجين للكتاب كما كانوا رواداً في هذا المجال. الملفت للنظر أنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشعب المصري فإنه ما زال يعتبر الكتاب جزءاً من ضرورياته، وهذا مؤشر جيد لأن الثقافة بكل أشكالها سلاح للتغلب على أصعب العقبات التي تمر بها الأمم.

وعند الحديث عن مصر خلال هذه المرحلة فإنه لا بد من الإقرار بأنها تمر بأزمة اقتصادية شديدة الوطأة على الشعب بكل طبقاته. مصر واجهت أزمات متتالية، خصوصاً ما بعد 2011، لكنها تتجلى الآن في أصعب صورها على الجانب الاقتصادي. مصر استُهدفت لأجل إضعافها كأكبر قوة بشرية عربية، وكدولة لها تأثيرها الكبير في المنطقة العربية، تم فتح ملفات كثيرة عليها عن عمد من أجل إدخالها في عنق الزجاجة اقتصادياً، ومحاولة خلق حالة احتقان شعبي، لكن المواطن المصري حتى في أصعب ظروف حياته يظل متشبثاً بحبه لوطنه، مدافعاً عن أمنه واستقراره. المواطن المصري دائماً يعيش حالة تفاؤل وأمل بالغد، يعمل ويكدح والابتسامة لا تفارق ملامحه، وهذا سلاح قوي يستطيع به الإنسان التغلب على مصاعبه بالإضافة إلى العمل الجاد.

مصر في هذه المرحلة تحتاج المؤازرة، لكنها تحتاج أيضاً الحكمة في إدارة أزمتها، وهي تملك الكثير من العقول الخبيرة والرشيدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد