: آخر تحديث

حائط الصدّ الأول

14
19
17
مواضيع ذات صلة


الإجراءات الوقائية التي تترافق مع دخول فصل الصيف، لتلافي الحرائق والحوادث التي تتصل بالغرق أو ارتفاع درجة الحرارة في الممتلكات والسيارات، تتطلب منا جميعاً حرصاً إضافياً لتجنبها، خاصة في ظل توفر أجهزة وتقنيات في متناول اليد تُحدّ من تأثيراتها، إلى جانب إجراء الصيانة اللازمة التي باتت ضرورية، حيث تكثر الحوادث نتيجة الممارسات التي تهمل هذا الجانب وتؤدي إلى كوارث لا تحمد عقباها.

للأسف، هناك الكثير منا لا يلتفت إلى الأخطار المتواجدة في المنازل وسبل الوقاية والحد منها، خاصة إجراءات عدم التحميل على الأجهزة الكهربائية فوق طاقتها والتقيد بإطفاء سخانات المياه ليلاً، والتأكد من غلق مفاتيح الأفران وأسطوانات الغاز ومراوح التهوية وكيفية التعامل مع أسطوانات الغاز وترك الكثير من أجهزة الشحن والترفيه تعمل لأيام متواصلة فوق قدرتها، إضافة إلى اقتناء منتجات قليلة الجودة أو غير مناسبة للأحمال التي توكل إليها، مما يعرضها للحريق خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة خلال هذه الأيام.

كثير من منازلنا تخلو أيضاً من معدات مكافحة الحرائق الأولية وصناديق الإسعافات الأولية؛ بل إن كثيراً من أفراد الأسر والعاملين لديها لا يملكون أي دراية عن أرقام الطوارئ وطرق التعامل مع الحوادث، حيث يجب عمل سيناريوهات تدريبية لهم وتجهيز المنزل بحيث يمكن إخلاؤه بسهولة في حال حدوث حريق أو ماس كهربائي أو وجود دخان قد يؤدي إلى اختناق، إضافة إلى التعامل بحذر مع أسطوانات الغاز وتجهيز الموقع بكاشف التسرب أو تركيب نظام (حصنتك) الذي يقوم بأدوار كبيرة في حماية الأرواح وإبلاغ الجهات المختصة فور وقوع طارئ.

وجود خطة طوارئ منزلية والتدرب عليها، وكسر الحاجز النفسي في التعامل مع الحرائق والحوادث، أمر بات أكثر أهمية وإلحاحاً إلى جانب التوقف عن كثير من العادات والممارسات التي قد تؤدي إلى حوادث، من خلال تغيير السلوكيات والتثقيف ورفع مستوى الوعي والحرص على تواجد مختلف أدوات السلامة والتدرب على استعمالها وضمان جاهزيتها عبر الصيانة الدورية والاستعانة بأدوات التكنولوجيا الحديثة في حماية الأرواح وتعزيز السلامة.

ثمة أدوار يجب أن تكون موجودة ومفهومة وأساسية في كل بيت، لأن أرواح الجميع غالية وأن ضمان سلامتهم ليست مسؤولية الدفاع المدني والجهات المختصة الأخرى، لأن الوقت يداهم الكل خلال وقوع الحوادث، والثواني المعدودة تكون فاصلة بين الحياة والموت، لذلك فالمسؤولية تبدأ من البيوت لتكون حائط الصد الأول لكل تلك الأخطار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد