: آخر تحديث

البحرين والسعودية علاقات مديدة

43
36
40
مواضيع ذات صلة

بكل المحبة والاحترام، وبكل ما في التاريخ من عبق العطاء والوفاء بين الأشقاء استقبلت البحرين أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.

وباستقبالها للأمير الهمام فتح التاريخ صفحاته، وغصنا بين سطوره وصوره، واستحضرنا علاقاتٍ ضربت بجذورها في عمق الأعماق بين البحرين والسعودية، وتلك سيرة تاريخ مديد من المسير المشترك والمصير الواحد، فالقلب النابض في المنامة هو ذات القلب النابض في الرياض وما بين المنامة والرياض شواهد أزمان وإنجازات قادة ورجال مخلصين أوفياء شيّدوا صروحًا من العلاقات التي تجاوزت أزمانها وقطعت أشواطها لتكون عنوان العناوين في هذه الزيارة الكريمة التي احتضن فيها شعب البحرين الأمير المقدام القادم من بلده إلى بلده، وزهت البحرين بالمقدم والقادم الكريم، فكانت أنشودة المحبة تصدح في كل مكان وفي كل بيت وشارع ومنطقة.

وزيارة أمير الشباب سمو ولي العهد السعودي إلى البحرين تأتي في توقيت دقيق تمرّ به منطقتنا والعالم وسط متغيراتٍ وتحديات وتحولات، ونحن فيها في هذه المنطقة أحوج ما نكون إلى التنسيق وترسيم خطواتنا معًا وتأسيس الرؤى والمواقف المشتركة والواحدة المتحدة لنستطيع تجاوز هذه التحديات وتحديد خارطة طريق واحدة تقطع الشوط بعزيمة ثابتة نحو مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة.

الأمير محمد بن سلمان باستراتيجيات أفكاره وديناميكية زياراته أثبت للعالم أنه رجل المرحلة في منطقتنا وأحد قادتها الشباب القادرين على تجاوز التحديات بالأمل والعمل الدؤوب والتفاهمات بين الأشقاء وتعزيز أواصر التعاون الصلب والصادق والأمين على أمن واستقرار منطقتنا.

وهذه الزيارة الكريمة في أعمق أعماق مدلولاتها تضيف صفحة رائعة إلى سِفْر صفحات تاريخ البحرين والمملكة العربية السعودية المشترك الذي وضع لبناته الأولى قادتنا الأوائل الذين نسير على نهجهم ونفعل مثلما فعلوا ونضيف اليه صروحًا لتبقى شاهدًا على علاقات ليست ككل العلاقات ولكنها أخوة ظلت واستمرت وستبقى بإذن الله لتكون نبراسًا لا ينقطع.

ترقبنا هذه الزيارة الكريمة واليوم نتطلع بالأمل إلى نتائجها؛ لأننا على ثقة أنها ستشكل نقلة خلاقة على طريق العمل المشترك في أكثر من مجال، وستفتح على طرقٍ عديدة أخرى ستخلق الفرص لإطلاق الطاقات والإمكانيات حتى تعلو الصروح الخليجية وتتجاوز جميع التحديات الشاخصة اليوم في عصر يحتاج فيه التعاون المشترك في تعزيز وترسيخ وتعميق.

زيارة الأمير محمد بن سلمان تحمل معها خفق الأمل برؤى العمل والبذل، لتحصد بعدها الثمار لهذه المنطقة التي تتوق أجيالها الجديدة لصناعة تاريخ لها جديد لا يقطع مع ماضيه التليد لكنه ينطلق إلى مستقبله الجديد.

وأخيرًا نقول إننا اليوم نعيش في عالم مضطرب شديد القلق والتحولات، فيه مفاجئة ومتلاحقة بما يستدعي منا اليقظة والاستعداد القائم على التفاهمات والمشروع الخليجي الواحد في أهدافه والمتسق في خطواته والمتحد في آماله.

شعوب منطقتنا تتوق بكل آمالها لتوحيد خطواتها وتعزيز علاقاتها وإطلاق طاقاتها لبناء خليجنا وحماية مستقبلنا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد