: آخر تحديث

بين مدينة وأخرى

54
49
58
مواضيع ذات صلة

بدأت بعض الدول بتأثير عوامل اقتصادية ومناخية تتخذ خطوات تطويرية تتعلق باستخدام الطاقة الشمسية، ووسائل النقل، والهندسة المعمارية من أجل بيئة نظيفة والتكيف لظروف اقتصادية ومناخية متغيرة. ستجد هنا السيارات الصغيرة الاقتصادية، والسيارات الكهربائية، وترشيد استخدام الكهرباء في الليل، وتحديد وقت لإقفال المحلات في المساء، وزيادة المساحات الخضراء.

تستوقفك في بعض المدن شوارعها النظيفة، وانسياب حركة المرور، ومسارات للمشاة والدراجات الهوائية، والاهتمام بالنواحي الجمالية ومظهر المدينة وأنسنتها. وتستوقفك مدن أخرى بالفوضى المرورية والتساهل في تطبيق أنظمة المرور. شاهدت في بعض المدن على مستوى العالم عدم الاهتمام بالسلامة لدرجة استخدام الدراجات النارية لأكثر من شخص وأحياناً بوجود أطفال دون الالتزام بمعايير السلامة، وتتزاحم هذه الدراجات مع السيارات والحافلات وعربات الخيل في تداخل خطير يحكمها نظام اسمه (عادي)، وفي بعض المدن تخترق هذه الدراجات ممرات الأسواق الضيقة وسط المدينة.

وسط المدن أو ما يسمى المدينة القديمة وهو في الغالب جاذب للزوار رغم وجود تفاوت في مستوى الخدمات في كثير من المدن بين القديم والحديث. التاريخ والوفاء والتقدير دفع ببعض المدن إلى الاهتمام بالمدينة القديمة وتطوير خدماتها وجعلها معلماً تاريخياً وسياحياً ونافذة ثقافية واجتماعية لمن يزور البلد للمرة الأولى وللأجيال الشابة.

هناك مدن حيوية في التحديث والتكيف مع المتغيرات، ومدن أخرى قانعة بواقعها أو غير قادرة ولا تملك الإرادة والإدارة لتحقيق التغيير والتطوير. وهناك مدن ينحصر تطويرها في الشكليات والمظهر لا الجوهر.

أنسنة المدن كانت موجودة في الماضي عندما كانت المدينة قرية صغيرة بلا سيارات، كان الناس يتنقلون بالمشي فيتقابلون ويتحدثون ويتعارفون. في بعض المدن الحديثة الآن كل الناس في السيارات، لا أحد يمشي إلا في المراكز التجارية الكبيرة. أهمية هذا الجانب جعل بعض المدن تحدد بعض الشوارع من دون سيارات ليس من أجل أن يكون صديقاً للبيئة فقط، ولكن من أجل البعد الإنساني الذي لا يؤخذ أحياناً في الاعتبار في التخطيط العمراني لبعض المدن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد