فيفيان حداد
في أجواء حماسية ومتابعة ملحوظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اختتم برنامج «ذا فويس كيدز» على شاشة «إم بي سي» موسمه الثاني بفوز المغربي حمزة لبيض باللقب.
وقد احتفى المغرب بفوز ابنه الطّفل حمزة لبيض بلقب «ذا فويس كيدس» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونشرت وزارة الخارجية المغربية تغريدة على حسابها في شبكة تويتر قائلة: «ألف مبروك حمزة لبيض..صغير سنّه..كبير فنّه».
وجاء هذا الفوز ليحقق توقعات جمهور البرنامج في لبنان، حيث كان يُراهن على نجاح هذا الطفل الذي يملك موهبة لافتة وصوتا متمكنا له قدرات كبيرة.
كانت المنافسة حامية بين المشتركين الستة الذين وصلوا مرحلة النهائيات في البرنامج وهم، نور وسام وأشرقت أحمد ضمن فريق تامر حسني، وماريا القحطان وحمزة لبيض التابعان لفريق كاظم الساهر، إضافة إلى المشتركين لجي المسرحي وجورج عاصي من فريق نانسي.
تفاعل الجمهور من الكبار، بصورة مباشرة مع غناء حمزة لبيض في كل مرة كان يعتلي فيها المسرح (لمرتين متتاليتين)، عارضاً قدراته الصوتية في أغنيتي «قدك المياس» للفنان صباح فخري، وأغنية «عيوني روحي كبدي» مع المشتركين الآخرين. وردّد الجمهور من صغار السن الذين توافدوا بالمئات لحضور نهائيات البرنامج مباشرة من استوديوهات «إم بي سي» في ذوق مصبح: «نريد نانسي أن تفوز»، مترجمين تلك العلاقة الوطيدة والكيمياء التي تربط بينهم وبينها.
أمّا أهل الصحافة والإعلام، فتقاطعت التوقعات فيما بينهم حول النتيجة، إذ اعتبرت شريحة لا يستهان بها منهم، بأنّه من المستبعد فوز حمزة لبيض على الرغم من موهبته اللافتة، لأنّ مدربه كاظم الساهر سبق وحقق نجاحه العام الماضي مع صاحبة اللقب لين حايك، ومن الطبيعي أن لا تعاد الكرة معه هذا العام. فيما أكّدت نسبة أخرى منهم، بأنّ التاريخ سيعيد نفسه لأنّ المشترك حمزة، وحده من يستحق الفوز.
نحو ثلاث ساعات من الوقت أمضاها كثيرون من اللبنانيين والجمهور العربي متسمرون أمام شاشتهم الصغيرة، يتابعون وقائع برنامج تجاوز نجاحه لبنان والعالم العربي، ليطال دولا أوروبية وأخرى في كندا وأميركا. وكانت أنظار غالبية المشاهدين موجهة إلى المشتركين لجي المسرحي (من السعودية)، وحمزة لبيض (من المغرب)، كونهما يتمتعان بالموهبة الفنية الخارجة عن المألوف، ووصفت نانسي عجرم خلال المؤتمر الصحافي إثر انتهاء البرنامج وإعلان النتيجة، صوت لجي بأنّه الأقرب إلى قلبها لأنّه يحمل الشجن والدفء ويتمتع بحضور رائع على المسرح، فيما علّقت على حمزة لبيض بأنّه حالة فنية ذات إمكانيات كبيرة. أمّا المشتركة المصرية أشرقت أحمد من فريق تامر حسني، فقد لوحظ حماس مساندة والديها اللافت لها، (لم يتوقف والدها عن التصفيق ورفع إشارات النصر تأييداً لها)، في كل مرة أدت وصلتها الغنائية ولا سيما في أغنية «حيرت قلبي معاك» لأم كلثوم التي أظهرت فيها براعة بالغناء.
إشارات كثيرة كانت تدل على انحصار المنافسة في المرحلة الأخيرة من البرنامج بين لجي وحمزة، فالجمهور كان يبادر إلى التفاعل بشكل ملحوظ معهما، كما شعر الحضور بأنّ تامر حسني أُعجب بصوتيهما وكأنّه عرف سلفا بأنّهما من سيتزاحمان على اللقب، بعد خفوت ديناميكيته التي رافقته في بداية البرنامج فجأة، والتزامه الهدوء طيلة القسم الثاني من البرنامج.
وكان لإطلالة لين حايك (صاحبة لقب البرنامج في موسمه الأول)، بأغنية خاصة بعنوان «عم أكبر» من كلمات أحمد ماضي وألحان زياد برجي، وقعها على الجمهور الذي تفاجأ بتغييرات طال شكلها الخارجي فبدت وكأنّها تجاوزت مرحلة الطفولة لتنتقل إلى المراهقة، مؤدية وصلتها الغنائية بثقة كبيرة بالنفس، أنست الحضور تلك الصورة التي حفظها عنها كطفلة خجولة ذات تصرفات متأنية.
وخفقت قلوب المشتركين الثلاثة المرشحين للقب (حمزة وأشرقت ولجي)، في القسم الأخير من البرنامج، وهم ينتظرون نتيجة تصويت الجمهور التي جاءت حاسمة لمصلحة المشترك المغربي. وإثر إعلانها، ساد جو من الهرج والمرج في القاعة من قبل حضور هلّل للنتيجة مصفقاً ومطلقاً الصفير تعبيراً عن فرحه في ظل غياب ملحوظ لرفع أعلام البلدان التي ينتمي إليها المرشحون الثلاثة، وفق توجيهات من مديري المسرح طالبوا فيها الحضور بالتقيد بهذا الموضوع وعدم مغادرة أماكنهم قبل انتهاء الفائز من أداء أغنية الختام.
وحصل حمزة لبيض، صاحب اللقب على عددٍ من الجوائز العينية والنقدية أبرزها: رحلة عائلية مقدمة من Disneyland® Paris لتصوير أغنية «أميرة ديزني» الجديدة «عيش الحكاية»، وذلك في تكريس للشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين «ديزني وذا فويس كيدز»؛ ومنحة دراسية قيمتها 200 ألف ريـال سعودي؛ ورحلة عائلية إلى لندن مقدمة من Wego؛ وتوقيع عقد مع شركة «بلاتينوم ريكوردز» للإنتاج والتوزيع الموسيقي مع إنتاج أغنية خاصة مصوّرة بطريقة الفيديو كليب بعنوان «عيش الحكاية».
وفي مؤتمر صحافي عقده النجوم الثلاثة بحضور الفائز باللقب والمتحدث الرسمي لمجموعة «إم بي سي» الإعلامي مازن حايك، أفاد كاظم الساهر بأنّه يشعر بالسعادة لنيله هدفه للسنة الثانية على التوالي في البرنامج، مع تأكيده على أن جميع الأطفال المشاركين هم فعلاً فائزون بحق وبعيداً عن المجاملات. موضحاً أنّ أداء حمزة خلال الحلقة النهائية كان رائعاً واحترافياً من الناحية التقنية، وأضاف أنّ «أطفالنا مبدعون في عالمنا العربي، نحتاج أن نكتشف مواهبهم وثقافتهم، في موازاة الأوضاع الأمنية المضطربة في الدول العربية، مثنياً على الروح الإيجابية الموجودة لدى المدرِّبين الآخرين».
وعما إذا كان من الممكن أن يتحول إلى «صانع نجوم» في المستقبل نظرا لخياراته الصائبة في الموسمين من برنامج «ذا فويس كيدز»، أكد كاظم الساهر لـ«الشرق الأوسط» بأنّه يستبعد هذا الأمر تماماً، لا بل يفضل أن ينهي مسيرته الفنية منشغلا في التأليف الموسيقي.
بدوره شكر حمزة لبيض الجمهور العربي الذي صوت له بكثافة مما سمح له بالفوز، فيما أشار والداه في سياق حديثهما لـ«الشرق الأوسط» بأنّهما تفاجآ بالنتيجة وبأنّ استقبالا رسميا يعد لحمزة في بلده المغرب. وأوضحت والدته فايزة: «لم نكن نتوقع فوزه مع أنّنا كنا نمني النفس به، نظرا لموهبة حمزة اللافتة». فيما أشار والده إلى أنّ ابنه يملك صوتا جميلاً وأنّه شخصيا كان يدربه على أداء أغاني الفنان صباح فخري. وتمنّت نانسي عجرم لو كانت الحياة كلها في العالم العربي شبيهة بتجربة «ذا فويس»، كونها بريئة وصافية وتنمّ عن الكثير من الحب والمودة بين المشاركين. فيما أشار تامر حسني بأنّه لطالما لفته صوت حمزة الذي وصفه بـ«الصوت العبقري»، وإلى أنّ هذا البرنامج يمثّل طاقة نور وأمل في مقابل التوتر الذي يعيشه عالمنا العربي.
في السياق، أفاد حايك، أنّ الموسم الثاني من «ذا فويس كيدز»، حصد نجاحاً يفوق موسمه الأول، ووجه في ختام كلمته رسالة للجمهور ولأهل الصحافة والإعلام ولجميع متابعي البرنامج قائلا: «لنحاول معاً ألّا نحمّل البرنامج أكثر ممّا يحتمل، ولنسعى من خلال (ذا فويس كيدز)، أن ننشر رسالة محبة وتسامح وسلام لا رسالة عنصرية وانقسام وتفرقة». معلناً في سياق المؤتمر بأنّ الجمهور على موعد في 10 فبراير (شباط) الحالي، مع نسخة جديدة من برنامج «ذا فويس» الخاص بالمواهب الشابة، وبأنّ تناغما لافتا يخيّم بين أعضاء لجنة الحكم لهذا العام (إليسا ومحمد حماقي وأحلام وعاصي الحلاني) وهو أمر سيلمسه المشاهد عن كثب.