إيلاف من الرباط: في سياق النقاش العام الذي أثارته احتجاجات شباب حركة "جيل Z" خلال الأسابيع الأخيرة في المغرب، أطلق عدد من المواطنين، الثلاثاء، مبادرة رقمية جديدة تحت وسم #هنيونا (أريحونا) للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ "الاحتجاجات المزمنة" التي تعطل سير المؤسسات والمرافق العامة وتتحول أحيانًا إلى فوضى بلا حلول.
ودعا البيان، الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الحكومة إلى القيام بإصلاحات حقيقية وشفافة تقوم على المتابعة العلنية والمساءلة القانونية، دون المساس باستقرار الدولة أو تعطيل المرافق الحيوية. وشدد على ضرورة التمييز بين الاحتجاج السلمي المشروع والتحريض الفوضوي الذي لا يخدم مصلحة المواطن.
وأكد أصحاب المبادرة أن الإصلاح لا يعني الفوضى، وأن خدمة الوطن والمواطن في إطار الثوابت الوطنية تظل أولوية لا تقبل المزايدات، معتبرين أن "الحوار والتدرج في الإصلاح هو السبيل الأمثل لمعالجة المطالب الاجتماعية والاقتصادية، بعيدًا عن منطق التصعيد". كما أعلنوا أن "زمن الشعارات العامة قد انتهى، وأن المطلوب اليوم هو إصلاحات حقيقية محددة بالأرقام والآجال وآليات متابعة علنية وشفافة"، وأن الضغط المشروع يجب أن يكون في إطار القانون، ودون إغلاق للطرق أو توقيف خدمات المرافق العامة.
وجاء في البيان "نحن مواطنون مغاربة نرفض كل عبث بمصالح وطننا، ونعارض ما نسميه الاحتجاجات المزمنة، التي تعطل المدرسة والمستشفى والإدارة، وتحول المطالب المشروعة إلى فوضى بلا أفق ولا حلول".
وتأتي هذه المبادرة رداً مجتمعياً سلمياً على موجة الاحتجاجات المتكررة التي قادها شباب "جيل Z"، والذين يرفعون مطالب اجتماعية واقتصادية متفرقة.
وجاء وسم #هنيونا ليعكس نزعة جديدة داخل الرأي العام المغربي، تدعو إلى الإصلاح في إطار الاستقرار، وترفض تحويل الفضاء العام إلى ساحة استنزاف يومي.