إيلاف من لندن: تغريدتان تبادلهما ناشر (إيلاف) عثمان العمير والكاتب العراقي فخري كريم، وهو ناشر أيضًا وسياسي معروف، أثارتا قضية مهنية تكاد تكون خفية عن أذهان كثيرين في الوسط الصحافي العربي.
القضية تتعلق بالسياسة التحريرية لأي صحيفة ودور الناشر أو الإدارة فيها، وهي المسار الذي تختاره المؤسسة في الإجابة على سؤالين محوريين: ماذا ستنشر؟ وكيف ستنشر؟
في سجال التغريدتين على منصة X، والذي اندلع على خلفية مقال للأستاذ فخري كريم في (إيلاف) يوم الأحد الماضي، قدّم فيه نعياً غير مسبوق لرحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني بعنوان (زياد الرحباني.. الفرادة في العزف على وتر الوجع الإنساني!).
تعليق العمير
هذا النعي دفع بناشر (إيلاف) لكتابة مدونة على X، قال فيها: "أستاذنا المفكر والسياسي فخري كريم، اعترضت على هذا المقال الذي رثى زياد الرحباني، لكون الأخير مؤيدًا لمواقف الرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله، لكن التحرير هنا في لندن، حيث تحكمه التقاليد الصحافية البريطانية، قرر النشر. في بريطانيا، التحرير يحكم ولا يملك، والناشر يملك ولا يحكم".
استاذنا المفكر والسياسي #فخري_كريم..
— Oalomeirعثمان العمير (@OthmanAlomeir) July 27, 2025
اعترضت على هذا المقال راثيا #زياد_رحباني كون الأخير مؤيدا لارهاب #بشار و#نصرالله لكن التحرير هنا في لندن حيث تحكمه التقاليد الصحافية البريطانية قرر النشر .
في #بريطانيا التحرير .. يحكم ولا يملك، الناشر.. يملك ولا يحكم. https://t.co/v5ejwWowC7
كلام فخري كريم
وردا على مدونة الأستاذ عثمان العمير، رد الأستاذ فخري كريم، بالقول:
لكل مبدع وعظيم هفوة او " وعكة " ولابد ان تاخذ بالاعتبار القيمة الابداعية وموقعها في الخط الصاعد لتوق الانسان للحرية ..
موقفه (أي زياد الرحباني) كان ضد العدوان الاسرائيلي ومع تحرير الأراضي اللبنانية والسورية ..
أنا لا اتفق مع مواقف كثير من المبدعين في السياسة، لكنني أتعامل مع قاماتهم الإبداعية .
إيلاف وسياسة التحرير
تأكيد العمير على حرية "إدارة التحرير" في قرار النشر، بعيدًا عن تأثير الناشر، يعكس أحد المبادئ المؤسسية لإيلاف منذ انطلاقها من لندن عام 2001. إيلاف بوصفها أول صحيفة إلكترونية عربية، تعمل وفق القوانين والأعراف الصحافية البريطانية التي تفصل بين الملكية والتحرير.
هذا الإطار جعل إيلاف مساحة مفتوحة لعرض الآراء المتباينة، سواء أكانت منسجمة مع رأي الناشر أو مخالفة له. وهو ما يميزها عن غالبية المنصات الإعلامية في المنطقة التي تخضع عادة لسيطرة المالك أو الممول على الخط التحريري.
إيلاف تعتمد هذا النهج لضمان تنوع الرأي وحماية استقلالية التحرير، ما يمنحها خصوصية مهنية في البيئة الإعلامية العربية.