يقول كاتب أميركي إن الهجمات الأميركية – البريطانية الأخيرة على اليمن لا ترمي إلى حماية خطوط الشحن الدولية، إنما لدعم إسرائيل في غزة والحفاظ على السيطرة الإمبريالية الأميركية في الشرق الأوسط
إيلاف من دبي: لا تتصل الهجمات الأميركية – البريطانية الأخيرة على اليمن بحماية خطوط الشحن الدولية، ولا بحماية القوات الإمبراطورية الأميركية في أقاليم بعيدة عن أراضيها، إنما تتصل بدعم ما تفعله إسرائيل في غزة والحفاظ على السيطرة الإمبريالية الأميركية المتعثرة على الشرق الأوسط. هذا هو رأي الكاتب الأميركي رون جايكوبس، مؤلف كتاب أحلام يقظة لحظة الغروب: ثقافة الستينيات المضادة في السبعينيات (Daydream Sunset: Sixties Counterculture in the Seventies).
يضيف جايكوبس: "لو كانت واشنطن ولندن مهتمتين حقاً بحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لطالبتا بوقف إطلاق النار في غزة وعملتا على تنفيذه. ولو كانت واشنطن مهتمة بحماية القوات الأميركية، لسحبت تلك القوات من العراق وسوريا".
سيطرة مستحيلة
بدلاً من ذلك، بحسب جايكوبس، تفعل واشنطن عكس ذلك تماماً. يقول: "الدعم الأميركي اللامحدود للمجزرة الإسرائيلية في غزة، ورفض الدعوات لوقف إطلاق النار دليلان واضحان على ذلك. وعلى نحو مماثل، رفض البنتاغون سحب قواته من العراق وسوريا رغم مطالب حكومتي البلدين يثبت أن واشنطن لا تسعى إلى السلام، بل إلى السيطرة. وهذه السيطرة ليست ممكنة. وما دامت واشنطن تنكر احتلال إسرائيل غير القانوني للضفة الغربية وحصارها غزة، فلا سلام في المنطقة"، مؤكدًا أن الطريق إلى السلام يمر عبر المفاوضات، لا الصراع العسكري.
يؤكد جايكوبس في مقالته بموقع "كاونتر بانش" الأميركي أن الحوثيين والفلسطينيين ليسوا أعداء شعب الولايات المتحدة، لكنهم يعارضون القيادة السياسية والعسكرية العليا لواشنطن وإصرارها على التلاعب بمصائرهم. يقول: "تعرضت العقلية الإمبراطورية للتحدي من أولئك المستهدفين، ولا تزال سيطرة واشنطن وعملائها على المنطقة بعيدة المنال على الرغم من مقتل وجرح وتشريد الملايين. وعلى العقلاء أن يعترفوا بهذه الحقيقة التاريخية ويعيدوا ترتيب أهدافهم بطريقة تحترم الشعوب، وليس من يعملون في خدمة واشنطن فحسب".
سلام وهمي
لا يصب تصعيد الحرب بالشرق الأوسط في مصلحة الأميركيين، "وأي تصعيد إضافي على أي جبهة في المنطقة سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية لسكان الولايات المتحدة وبقية العالم، ويشير أيضًا إلى احتمال حدوث نقص أكبر في السلع الاستهلاكية. وكلما زاد التصعيد، زاد احتمال تورط الولايات المتحدة بشكل أعمق"، كما يقول، مضيفًا: "إن المستفيدين من حرب أكبر هم الذين يستفيدون من مبيعات الأسلحة وصناعة الوقود الأحفوري".
يختم جايكوبس مقالته: "قيادة جو بايدن لصناعة الحرب دليل على سياسة تفتقر إلى الخيال، وموقف أكثر تعجرفًا تجاه حياة الإنسان والبيئة. إن هؤلاء الإعلاميين الذين يهتفون لإسرائيل في غزة ويدعون لمهاجمة إيران يثبتون جهلهم واستخفافهم بحياة الإنسان. لا يدركون أن توسيع العمليات العسكرية لن يخلق السلام، بل المزيد من الدمار. إن هدوء الموتى هو سلام وهمي".
المصدر: "كاونتر بانش"