إيلاف من بيروت: في واحد من أكثر خطابات السياسة الخارجية إثارة للدهشة التي ألقاها أي رئيس أميركي على الإطلاق، خاطب جورج دبليو بوش العالم من حديقة البيت الأبيض واقترح على الشعب الفلسطيني أن يطيح زعيمه ياسر عرفات. قال حينها: "أدعو الشعب الفلسطيني إلى انتخاب قادة جدد، لا يتأثرون بالإرهاب. أدعوهم إلى بناء ديمقراطية حقيقة، على أساس التسامح والحرية... عندما يكون للشعب الفلسطيني قادة جدد ومؤسسات جديدة وترتيبات أمنية جديدة مع جيرانهم، ستدعم الولايات المتحدة إنشاء دولة فلسطينية، وستكون بعض جوانب سيادتها مؤقتة حتى يتم حلها كجزء من التسوية النهائية في الشرق الأوسط".
لا آذان صاغية
تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" إن كل رئيس أميركي، منذ ذلك الخطاب التاريخي الذي ألقاه بوش قبل 21 عاماً، كان يجدد الوعد بدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. فقد دعمت كل الإدارات الأميركية إنشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تضيف الصحيفة الإسرائيلية: "من المبادئ المنسية في الدعم الأميركي للسلطة الفلسطينية ضرورة أن تصبح هذه السلطة ديمقراطية تتقاسم القيم مع الدول الغربية الأخرى. طالبتها أميركا باستمرار بالانتقال من الإرهاب إلى السلام. وكما قال وزير الخارجية السابق جون كيري، ’دعونا الفلسطينيين إلى بذل كل ما في وسعهم لوقف العنف والتحريض، بما في ذلك الإدانة العلنية والمستمرة لأعمال الإرهاب‘، ولم يكن هناك ما يشير إلى أن نداء كيري قد وجد آذانًا صاغية".
تتابع الصحيفة: "الأساس الذي يقوم عليه الأمل في إمكانية تكليف السلطة الفلسطينية حكم دولة فلسطينية في غزة وأجزاء من الضفة الغربية هو قدرتها على الحكم بفعالية، ومكافحة الفساد الذي ينخرها، ووقف دعمها للإرهاب. ويستند أيضاً إلى افتراض أن السلطة الفلسطينية وقادتها وشعبها سيكونون شركاء إسرائيل في السلام. لسوء الحظ، لم تعط السلطة الفلسطينية وقيادتها أي إشارة إلى اهتمامها بالسلام مع إسرائيل".
أحلام بايدن
وإذ تتهم الصحيفة السلطة الفلسطينية بالفساد الذي جردها من الأهلية كمؤسسة حكم شرعية، تقول إن هذه السلطة أصدرت حديثًا بيانًا زعمت فيه أنه وفقًا لتحقيقات الشرطة الإسرائيلية الأولية، "حماس ليست مسؤولة عن مذبحة 7 أكتوبر وإسرائيل نفذت الهجمات ضد شعبها. وتلقي إسرائيل اللوم، بحسب البيان الفلسطيني، على حماس لتبرير عدوانها على غزة". قال نتنياهو إن هذا التصريح غير مقبول وليس سبيلًا لتحقيق السلام. حتى زعيم المعارضة يائير لابيد أيد إدانة نتنياهو للإعلان الكاذب الصادر عن وزارة خارجية السلطة الفلسطينية. وقال بحسب الصحيفة: "أولئك الذين ينكرون هذه المذبحة متواطئون في أسوأ جريمة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة".
في الختام، تصف "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية حلم الرئيس الأميركي جو بايدن بسلطة فلسطينية تحكم قطاع غزة والضفة الغربية بأنه "حلم غير واقعي مستحيل أن يتحقق"، ففي تاريخها الممتد ثلاثين عامًا، فوتت هذه السلطة فرصًا عدة لعقد سلام مع إسرائيل، "والشراكة مع السلطة الفلسطينية العنيفة والفاسدة بعد انتهاء هذه الحرب أمر غير وارد".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية