بعد أسابيع طويلة من القتل للمدنين في غزة، ومن التدمير العبثي لكل المرافق التي يحتاجها المدنيين بدأت تتبلور ملامح الهدنة التي أعلنت عنها الأطراف الراعية للوساطة بين إسرائيل وبين خصمها حركة حماس. وفي ذات الوقت أعلن طرفي الصراح قبولهما بالهدنة. هذا المسار أحدث انفراجة كبير لدى المراقبين ولدى كل الداعين لوقف هذا الصراع الذي أزهق أرواح المدنيين.
- الاستبشار بهذه الانفراجة بددها اعلان طرفي الصراع أن الهدنة بمعنى وقف العمليات العسكرية لأيام محدودة قد لا تتجاوز الأيام الخمسة والأخطر من ذلك التصريح بشكل لافت لطرفي الصراع أنهما سيعودان لجولات جديدية من الاحتراب قد تكون أشد من الجولات السابقة والتي يقال انها إلى الآن غير وجه مايقرب من نصف قطاع غزة، حيث تم ترئف الشوارع والطرقات، وتم تدمير أماكن العبادة والمدارس والمستشفيات، ونقل غير مراسل للقنوات الأجنبية أن على بعض سكان الجزء الشمالي من غزة أن يبذلوا كثير من الجهد للتعرف علي مدينتهم التي غادروها منذ نحو شهر ونصف، والمقصود أن خريطة المدينة تغيرت بمعنى اصبحت ركام من المباني المهدمة.
- هناك أسئلة كثيرة تدور حول هذه الهدنة ومنها علي سبيل المثال استفسار البعض عن أي الفريقين المتصارعين حقق ما أعلنه من أهداف منذ بداية الصراع، وكم يحتاج من الوقت لتحقيق ما قال أنه هدف رئيس عند بدء الصراع. ثم هناك من يسأل زي الفريقين المتصارعين أحوج لهذه الهدنة هل هو الطرف الذي واصل الليل بالنهار على مدى الأسابيع الماضية يقصف المدن والمرافق الأهلية ويقتل النساء والاطفال أم هو الطرف الذي يعرف أن الآلاف من أهل غزة يتعرضون لمجزرة مروعة ومع ذلك يتحدث عن توازن الردع، وعن تمريغ أنوف القوى الاقليمية والدولية في التراب! ومن الأسئلة المهمة لدي البعض هو كيف ستكون هذه الهدنة بالنسبة للمدنيين في غزة هل ستكون نقطة إيجابية أم نقطة سلبية وإلى أي مدى يمكن أن يستفيد المدنيين منها.
- يرى البعض أنه حتى وإن كانت هذه الهدنة منزوعة الدسم بمعنى أنها لا توقف قتل الناس بالاسلحة الحديثة التي تنهال على إسرائيل من الدول الداعمة، والمساندة، فمن المهم أن لا يكون مابعد الهدنة مثل ما قبلها خاصة فيما يتعلق بالاتصالات والكهرباء والسماح بدخول الدواء وشحنات الاغاثة والوقود، وإلا سيكون الوضع حرب إبادة بدون شك لا سمح الله.