: آخر تحديث
تقرير يسلط الضوء على آخر مستجدات الوضع

ماذا يحدث في الضفة الغربية بعد يوم من هجوم حماس على إسرائيل؟

46
36
44

قصفت إسرائيل قطاع غزة يوم الأحد، بعد يوم من تعرضها لهجوم وُصف بالأكثر دموية منذ عقود على إثر تسلل مقاتلين من حركة حماس إلى مدن إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات واختطاف عدد غير معروف من الجنود الإسرائيليين.
وتنفذ القوات الإسرائيلية مطاردات لتعقب مئات المقاتلين الفلسطينيين الذين تسللوا إلى أراضيها وتواصل قصف قطاع غزة.

وخلال الليل، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية عددا من المبان السكنية والأنفاق ومسجدا ومنازل تابعة لمسؤولي حماس في غزة، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالانتقام الشديد لما أسماه بـ "اليوم الأسود". وأضاف أن بلاده ستخوض" حربا طويلة وصعبة فُرضت عليها بسبب الهجوم الإجرامي لحماس".
وقال مصدر أمني فلسطيني لبي بي سي إن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت 150 هدفا منذ الغارات الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وشمل ذلك استهداف مجمعات سكنية يعتقد أن قادة حماس يقيمون فيها ولديهم منازل.

وأضاف المصدر ذاته أن 24 فلسطينيا، بينهم امرأتان وأربعة أطفال، قتلوا منذ منتصف الليل هناك.

وقال سلاح الجو الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت منزلا تابعا لرئيس مخابرات حركة حماس.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 313 شخصا، بينهم 20 طفلا، قتلوا في غزة وأصيب نحو 2000 آخرين في تلك الضربات الانتقامية.

وفي جنوب إسرائيل، لا يزال مسلحو حماس يتبادلون القتال مع قوات الأمن الإسرائيلية بعد 24 ساعة من هجوم مفاجئ متعدد المحاور استخدم فيه وابل من الصواريخ التي اخترقت الحواجز الأمنية وقواعد الجيش مما سمح بدخول مئات المقاتلين إلى البلدات المجاورة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه استعاد السيطرة على معظم نقاط التسلل وقتل مئات المهاجمين الفلسطينيين وأسر عشرات آخرين لكنه لا يزال يقاتل في بعض الأماكن.

وأضاف الجيش أنه نشر عشرات الآلاف من الجنود في المنطقة المحيطة بغزة، وهو قطاع ضيق يسكنه 2.3 مليون فلسطيني، وتخطط الحكومة الإسرائيلية لإجلاء جميع الإسرائيليين الذين يعيشون حول حدود القطاع.

وقال متحدث عسكري في إفادة للصحفيين: "سنهاجم حماس بشدة وسيكون ذلك على المدى الطويل"، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.

ماذا يحدث في الضفة الغربية؟

آثار الغارات الإسرائيلية على غزة
Reuters
آثار الغارات الإسرائيلية على غزة في أعقاب هجوم مفاجئ شنته حماس.

يعم إضراب شامل مدن الضفة الغربية اليوم الأحد، دعما واسنادا لأهالي قطاع غزة بدعوة من الفصائل الفلسطينية، ويشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التعليمية والتجارية.

وكانت القوات الإسرائيلية قد قتلت سبع فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، كان آخرهم الشاب محمد عواودة، الذي نفذ عملية إطلاق نار بالقرب من مفرق شافي شمرون شمال الضفة الغربية، دون وقوع إصابات في صفوف الجيش.

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن التصعيد الأخير يعود لممارسات المستوطنين والقوات الإسرائيلية والاعتداء على المقدسات، خاصة المسجد الأقصى، مشددا على ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي.

كما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن عباس قوله إن عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي على إسرائيل واستمرار "الظلم والقهر" ضد الشعب الفلسطيني دفعا الأمور نحو الانفجار.

وشدد بلينكن على أن بلاده تعمل مع جميع الأطراف لوقف التصعيد الحالي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط إلا من خلال مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين".

ودعا غوتيريش إلى بذل جهود دبلوماسية في الشرق الأوسط لوقف التصعيد، وأكد أنه "يجب احترام المدنيين وحمايتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي في جميع الأوقات".

كما وجه عباس، يوم الأحد، الحكومة الفلسطينية والجهات ذات الاختصاص بالعمل الفوري على توفير الإمكانيات المتاحة لإغاثة مواطني قطاع غزة.

دمار في غزة في أعقاب غارات جوية إسرائيلية
Reuters
فلسطينيون يبحثون عن ممتلكاتهم بين أنقاض برج الوطن الذي دمرته غارات إسرائيلية.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) اليوم عن عباس قوله: "أهلنا في غزة يتعرضون للاعتداءات والقتل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يستدعي أن نقف جميعا إلى جانبهم، حكومة وقطاعا خاصا ومؤسسات أهلية وخيرية، من خلال تسيير قوافل إغاثة إنسانية وبصورة عاجلة للتخفيف من مصابهم".

وأضاف: "غزة لن تبقى وحدها في مواجهة هذا العدوان، شأنها في ذلك كبقية الأرض الفلسطينية المحتلة".

كما حمّل عباس الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية قطع الإمدادات الحيوية عن أبناء شعبنا في قطاع غزة من ماء وكهرباء ومواد غذائية"، داعيا "المجتمع الدولي للتدخل الفوري وإلزام السلطة الإسرائيلية بمسؤولياتها والتزاماتها القانونية في هذا المجال تجاه الشعب الفلسطيني، وتحمل مسؤولياته أيضا تجاه توفير الإغاثة الفورية لأبناء شعبنا الذي يعاني من ويلات الحصار والحروب الإسرائيلية".

وفي غزة قال المتحدث باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، إن الهجوم جاء "دفاعا عن شعبنا" مضيفا أن مقاتلي الحركة واصلوا الضربات الصاروخية وما زالوا ينفذون عمليات خلف الخطوط.

ويوصف الهجوم بأنه أكبر وأخطر توغل داخل إسرائيل منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في محاولة لاستعادة الأراضي في حرب يوم الغفران، أكتوبر/تشرين الأول 1973، أي قبل 50 عاما.

وقد يقوض ذلك الصراع التحركات التي تدعمها الولايات المتحدة نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهو إعادة ترتيب أمني يمكن أن يهدد آمال الفلسطينيين في تقرير المصير ويعوق إيران الداعم الرئيسي لحماس، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

وأطلقت حركة حماس المزيد من الصواريخ على إسرائيل يوم الأحد ودوت صفارات الإنذار في أنحاء الجنوب، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيجمع بين إخلاء المناطق الحدودية والبحث عن مزيد من المسلحين.

وقال مكتب نتنياهو إن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على خطوات لتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس والجهاد الإسلامي "لسنوات عديدة"، بما في ذلك قطع الكهرباء وإمدادات الوقود ودخول البضائع إلى غزة.

دمار في خان يونس بسبب قصف إسرائيلي
Reuters
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض منزل دُمر في غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة قد بدأت بعد وقت قصير من هجوم حماس واستمرت طوال الليل وحتى يوم الأحد، مما أدى إلى تدمير مكاتب الحركة ومعسكرات التدريب، وكذلك المنازل والمباني الأخرى.

وشوهد تصاعد الدخان الأسود والومضات البرتقالية والشرر في السماء من جراء الانفجارات، كما أمكن سماع دوي طائرات مسيّرة إسرائيلية في سماء المنطقة، وعلى نقيض الضربات العسكرية السابقة، لم يصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا مسبقا بشن غارات على المباني السكنية.

وفي مخيم للاجئين وسط غزة، قام الجيران بإزالة الأنقاض لانتشال جثث سبعة أشخاص من عائلة واحدة، بينهم خمسة أطفال، تعرض منزلهم للقصف.

وفي خان يونس بجنوب غزة، تجمع الناس حول بقايا مسجد في وقت مبكر من يوم الأحد، وقال ساكن: "أنهينا صلاة العشاء وفجأة قُصف المسجد، إنهم (الإسرائيليون) أرهبوا الأطفال والشيوخ والنساء".

وفي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، أغلقت السلطات الإسرائيلية صباح اليوم المسجد الإبراهيمي حتى إشعار آخر، وقال مدير عام أوقاف الخليل، نضال الجعبري، إن الاحتلال سجّل اعتداء جديدا على حرية عبادة المسلمين بإغلاقه المسجد الإبراهيمي، موضحا أن السلطات الإسرائيلية تُمعن بانتهاك القوانين الدولية، وتمارس العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وانتقد الجعبري الإغلاق، معتبرا أن هذه الخطوة تحمل أبعادا خطيرة على مستقبل التعامل مع المسجد من قِبل الاحتلال الذي يعمل بشكل جدي على السيطرة عليه بشكل كامل.

"قبول المطالب الأمنية الإسرائيلية لن يحقق السلام"

نددت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بالهجوم، وأصدر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحذيرا صريحا لإيران ودول أخرى قال فيه: "هذه ليست اللحظة المناسبة لأي طرف معاد لإسرائيل لاستغلال هذه الهجمات".

وقال أسامة حمدان، زعيم حماس في لبنان، لوكالة رويترز للأنباء إن عملية السبت يجب أن تجعل الدول العربية تدرك أن قبول المطالب الأمنية الإسرائيلية لن يحقق السلام.

وتشهد الضفة الغربية غارات إسرائيلية متزايدة وهجمات فلسطينية في الشوارع واعتداءات المستوطنين اليهود على القرى الفلسطينية، فضلا عن تدهور أوضاع الفلسطينيين في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة.

كما تعثرت عملية السلام لسنوات وشهدت السياسة الإسرائيلية اضطرابا العام الجاري بسبب خلافات داخلية بشأن خطط نتنياهو لإصلاح السلطة القضائية.

كيف حدثت هجمات حماس على إسرائيل؟

دخل مسلحون الأراضي الإسرائيلية باستخدام الدراجات النارية والقوارب، في حين تم إطلاق وابل من آلاف الصواريخ من قطاع غزة، في عملية أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى".

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد وقعت معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المسلحين الفلسطينيين وقوات الأمن في جنوب إسرائيل.

وتقول حركتا حماس والجهاد الإسلامي إنهما أسرتا عشرات الرهائن الإسرائيليين.

وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هناك رهائن إسرائيليين قيد الاحتجاز من قبل حركة حماس، وأكد أيضاً مقتل عدد من جنود الجيش الإسرائيلي، إلا أنه لا يوجد رقم محدد حتى الآن.

ويعتبر هذا التصعيد الأعنف بين إسرائيل وقطاع غزة منذ مايو/أيار الماضي.

ووصفت مراسلة بي بي سي في رام الله إيمان عريقات المشهد الحالي بأنه "الأول من نوعه في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت، في وقت سابق إن إسرائيل أحصت إطلاق أكثر من 3 آلاف صاروخ من قطاع غزة.

ويأتي هذا التصعيد في اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 التي قتل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة اسابيع من القتال.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار