واشنطن: أعلن رئيس مجلس النوّاب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي الإثنين أنّه سيلتقي رئيسة تايوان تساي إنغ-وين في كاليفورنيا الأربعاء رغم تهديدات الصين بالردّ على هذا "الاستفزاز".
وسيعقد اللقاء في ضواحي لوس انجليس في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية وسيشارك فيه عدد من أعضاء الكونغرس، كما أوضح مكتب مكارثي في بيان.
وكانت الصين توعّدت بـ"الردّ" إذ ما عقد اللقاء بين مكارثي ورئيسة تايوان.
وتعتبر بكين جزيرة تايوان التي تعدّ 24 مليون نسمة، أرضاً صينية لم تتمكّن حتى الآن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949.
وكانت الصين عبّرت عن معارضتها لأي اتصالات رسمية بين الجزيرة والولايات المتحدة التي تقدم لتايوان دعما عسكريا في مواجهة بكين منذ عقود.
وكان مكارثي يعتزم أن يحذو حذو رئيسة مجلس النواب السابقة الديموقراطية نانسي بيلوسي التي زارت تايوان في آب/اغسطس ما اثار غضب الصين، التي نظمت رداً عليها مناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيدا لغزوها.
لكن قراره بلقاء رئيسة تايوان في الولايات المتحدة، اعتبر بمثابة تسوية ستشدد على الدعم لتايوان مع تجنب إثارة توتر مع الصين في الوقت نفسه.
فترة حساسة
وتأتي زيارة رئيسة تايوان الى الولايات المتحدة في فترة حساسة حيث زادت بكين الضغط العسكري والاقتصادي والدبلوماسي على الجزيرة.
ولم تعد سوى 13 دولة تعترف بتايوان. ففي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدى تايبيه علاقات مع سبع دول فقط هي غواتيمالا وبيليز وباراغواي وهايتي، وسانت كيتس ونيفيس، سانتا لوسيا، وسانت فنسنت وغرينادين.
ولتايوان علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي، ومع سوازيلاند في إفريقيا، وفي المحيط الهادئ مع ناورو وأرخبيل مارشال وبالاو وتوفالو.
وتقوم تساي التي تتولى السلطة منذ 2016، بهذه الجولة الدبلوماسية لتعزيز علاقات الجزيرة مع حلفائها بعد أيام فقط على قطع هندوراس علاقاتها مع تايوان.
صراع قوة دبلوماسي
وبعد محطة أولى في نيويورك الأربعاء، زارت رئيسة تايوان غواتيمالا وبيليز. وأصبحت هاتان الدولتان بالتالي محور صراع قوة دبلوماسي مع بكين.
وباسم مبدأ "صين واحدة" ترى بكين أنه يفترض ألا تقيم أيّ دولة علاقات رسمية مع بكين وتايبيه في وقت واحد.
وواشنطن التي أعلنت اعترافها الدبلوماسي ببكين في 1979، هي الحليفة الأقوى لتايوان وكذلك أبرز مزود لها بالأسلحة.
وقال القائم بأعمال السفارة الصينية في واشنطن تشو تشويوان "نحضّ الولايات المتحدة على عدم مواصلة اللعب بالنار في مسألة تايوان. أولئك الذين يلعبون بالنار يقضون بالنار. هذا ليس تهديداً".
وكانت الخارجية الأميركية اعتبرت الأسبوع الماضي انه "ليس لدى الصين على الاطلاق أيّ سبب لرد الفعل المبالغ على هذه الممارسة المعتادة".
وبعيد وصول تساي الى نيويورك الأربعاء الماضي قبل بدء جولتها في أميركا الوسطى، حضر مغتربون تايوانيون لتحيتها.
ويومها ألقت كلمة قالت فيها "لقد أظهرنا إرادة قوية وتصميماً على الدفاع عن أنفسنا، وأنّنا قادرون على إدارة المخاطر بهدوء ورباطة جأش وأنّ لدينا القدرة على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين".
"الإكراه والترهيب"
وتأتي محطة رئيسة تايوان في الولايات المتحدة في وقت حسّاس بعدما زادت الصين ضغوطها منذ تولي تساي السلطة في 2016.
وأفادت وسائل إعلام أميركية أن حوالى 20 من أعضاء الكونغرس الأميركي سيرافقون رئيس مجلس النواب للقاء تساي في كاليفورنيا.
وزادت الصين استثماراتها في أميركا اللاتينية التي باتت محور صراع قوة بين تايبيه وبكين.
واتّهمت تايوان الصين الأحد باستخدام "الإكراه والترهيب" لابعاد حلفائها عنها بعدما دشّن وزير خارجية هندوراس انريكي رينا ونظيره الصيني تشين غانغ رسميا العلاقات الثنائية بين البلدين في بكين.