: آخر تحديث
أدّت ووزراؤها اليمين متعهدين "احترام الدستور والقوانين"

ميلوني تستلم منصبها على رأس الحكومة الايطالية

41
36
48

روما: تُطوى صفحة في ايطاليا الأحد مع استلام جورجيا ميلوني مهامها كرئيسة للحكومة، غداة تأديتها اليمين الدستورية كرئيسة الوزراء الأكثر يمينية في إيطاليا منذ 1946.

وسلّم ماريو دراغي، الذي ترأس حكومة إيطاليا في شباط/فبراير 2021، السلطة لزعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" (إخوة ايطاليا) اليميني المتطرف عند الساعة 08,30 بتوقيت غرينتش في قصر كيجي مقر الحكومة، على أن تُعقد أول جلسة للحكومة عند العاشرة بتوقيت غرينتش.

ويقوم دراغي خلال المراسم بتسليم ميلوني رمزياً الجرس الذي يستخدمه رئيس مجلس الوزراء لتنظيم المناقشات في الحكومة.

وأعرب الاتحاد الأوروبي، برؤساء هيئاته الكبرى الثلاث رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، السبت عن استعداده "للتعاون" مع حكومة ميلوني.

وشكرت ميلوني القادة الأوروبيين، قائلة إنها "مستعدة ومتحمسة للعمل" معهم.

ميلوني: إلى العمل

وعنونت صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية الأحد "ميلوني، أول ظهور أوروبي"، فيما كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" "ميلوني: إلى العمل، بفخر".

أدّت ميلوني ووزراؤها الـ24 اليمين الدستورية صباح السبت في قصر كويرينالي الرئاسي في روما، أمام الرئيس سيرجيو ماتاريلا، متعهدين "احترام الدستور والقوانين".

وعُيّنت ست نساء فقط في مناصب وزارية، وأوكِلت إليهن وزارات صغيرة.

حقّقت ميلوني (45 عاماً) فوزاً تاريخياً في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 أيلول/سبتمبر وتمكنت من تلميع صورة حزبها "فراتيلي ديتاليا" للفاشيين الجدد واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها، وقد أعربت ميلوني سابقاً عن إعجابها به.

تواجه ميلوني مهمة صعبة، إذ تشهد إيطاليا، ثالث اقتصاد في منطقة اليورو، على غرار الدول الأوروبية الأخرى، وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب أزمة الطاقة والتضخم، كما سيتعيّن على ميلوني حفظ وحدة ائتلافها الذي يعاني انقسامات.

تتمتع ميلوني، مع شريكيها في الائتلاف زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني ورئيس الوزراء السابق زعيم حزب "فورتسا ايطاليا" سيلفيو برلسكوني، بالأكثرية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

طمأنة شركاء روما

عكست التشكيلة الوزارية الجديدة رغبة ميلوني في طمأنة شركاء روما القلقين من حكم رئيسة الوزراء الأكثر يمينية والأكثر تشكيكاً بجدوى الاتحاد الأوروبي في إيطاليا منذ 1946.

ومن شأن تعيين الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني في منصب نائب رئيسة الوزراء ووزير الخارجية، وهو عضو في فورتسا إيطاليا، وتولي جانكارلو جاورجيتي حقيبة الاقتصاد وهو ممثل الجناح المعتدل في "الرابطة" وقد تولى حقيبة وزارية في حكومة رئيس الوزراء ماريو دراغي المنتهية ولايتها، أن يطمئن بروكسل.

ويتوقّع أن تكون مهمة ميلوني صعبة خصوصًا أن ائتلافها يُظهر تصدّعات.

يتقبّل كل من سالفيني وبرلوسكوني تولي ميلوني السلطة على مضض بعد أن فاز حزبها بـ26 بالمئة من الأصوات في الانتخابات، مقابل 8 في المئة فقط لـ"فورتسا إيطاليا" و9 بالمئة للرابطة.

واضطرّت ميلوني المؤيدة للأطلسي ولدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، إلى مواجهة مواقف برلوسكوني المثيرة للجدل هذا الأسبوع إذ أكد "إعادة التواصل" مع بوتين وألقى بالمسؤولية في حرب أوكرانيا على كييف.

وأوضحت ميلوني مسارها الأربعاء مؤكدةً أن إيطاليا "جزء لا يتجزأ" و"برأس مرفوع" من أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

وهي رسالة لاقت اصداء ايجابية في واشنطن وكييف وحلف شمال الأطلسي الذي وجه أمينه العام ينس ستولتنبرغ "تهانيه" إلى ميلوني.

في واشنطن، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن السبت رئيسة الوزراء مؤكداً أنه "يتطلع" لمواصلة العمل معها فوراً لصالح أوكرانيا.

تهنئة دولية

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر انه "يتطلع لمواصلة التعاون المثمر". وأجابته ميلوني "لستم وحدكم! ستقف إيطاليا دائماً إلى جانب الشعب الاوكراني الشجاع الذي يناضل من أجل حريته وسلام شرعي".

وهنأ المستشار الألماني أولاف شولتس ميلوني في رسالة عبر تويتر، قائلا "أتطلع إلى مواصلة العمل من كثب مع إيطاليا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع".

وظلت العاصمتان الأوروبيتان الرئيسيتان الأخريان باريس ومدريد صامتتين. لكن إيمانويل ماكرون الذي يزور روما الأحد للقاء البابا فرنسيس ولإلقاء خطاب عن السلام، قد يستفيد من الفرصة لزيارة ميلوني، حتى لو لا يزال إجراء لقاء غير مقرر حتى هذه المرحلة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار