نا كلانغ (تايلاند): أدت الأحد عائلات ضحايا قتلوا في هجوم على دار حضانة في تايلاند، صلاة الوداع لأبنائها أمام الموقع، في مراسم بوذية لراحة نفوسهم.
وارتكب الشرطي السابق بانيا خمراب (34 عاماً) المجزرة الخميس حين أطلق النار داخل الحضانة الواقعة في محافظة نونغ بوا لام فو في شمال شرق البلاد، فقتل 36 شخصا بينهم 24 طفلا، في واحدة من أسوأ عمليات القتل الجماعي في تاريخ المملكة.
وترأس رهبان بوذيون الصلوات الأحد في اليوم الثاني من مراسم الحداد في معبد قريب من الحضانة في منطقة نا كلانغ الريفية الصغيرة.
وفي وقت سابق، أدت العائلات المفجوعة أمام الحضانة صلاة الوداع لراحة نفوس أبنائها. وقد احتضن بعضهم صور أبنائهم وألعابهم الأحب على قلوبهم وأحضروا وجباتهم المفضلة ووضعوها أمام المبنى.
وتكدّست باقات الزهور حول سياج صغير يحيط المبنى المؤلف من طبقة واحدة والوردي السطح حيث كان الأولاد يلعبون بفرح قبل أيام.
وفاحت رائحة البخور في الأجواء مع تجمّع الحشود ومشاركة سكان المنطقة في مواساة العائلات والصلاة من أجل القتلى مع سماع أصوات الرعد تدوي في مناطق بعيدة.
وسلّم مسؤولون مقتنيات الأطفال المفضلة التي جمعوها من داخل الحصانة إلى ذويهم، من بطانيات وألعاب.
وقالت روت (57 عاماً) المقيمة في المنطقة وجاءت لمواساة العائلات "عندما أرى دموع العائلات أشعر بحزن كبير... لا يمكنني وصفه. أشعر بحزن شديد (حيال) ما جرى في بلدتي".
ضحايا المجزرة
ووقعت المجزرة حينما اقتحم المهاجم الحضانة خلال قيلولة الأطفال نحو الساعة 12,30 (05,30 ت غ) الخميس وأطلق النار من مسدسه المرخّص من عيار 9 ملم كما استخدم في هجومه سكينا.
بعد ذلك غادر بانيا الحضانة عائدًا إلى منزله حيث قتل زوجته وابنه ثم انتحر، وفق الشرطة، فانتهت المجزرة نحو الساعة 15,00.
وقضى الضحايا بغالبيتهم من جراء إصابتهم بالطعن أو إطلاق النار، وقد وصف ذوو الضحايا لوكالة فرانس برس الجروح المروّعة التي أصيب بها أبناؤهم.
أمر رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا الذي سيشارك في الصلوات مساء الأحد، بفتح تحقيق في الواقعة، وقد أعلنت الشرطة أنها ستستجوب نحو 180 شاهداً في الأيام المقبلة.
وأقيل بانيا من جهاز الشرطة بسبب إدمانه المخدرات، بينما قال عدد من السكان لفرانس برس إنه كان معروفاً بإدمانه الميثامفيتامين، علما بأن التحاليل الأولية بيّنت عدم وجود آثار للمخدرات في العينات التي أخذت من جثته.
لقاءات الملك
والتقى الملك ماها فاجيرالونغكورن الناجين وأقارب الضحايا في مستشفى في محافظة نونغ بوا لام فو في وقت متأخر الجمعة، في تفاعل علني نادر من نوعه بين الملك ورعاياه.
وأكد الملك متوجّهاً إلى ذوي الضحايا أنه "يشاطرهم الحزن" وتعهّد تقديم الدعم لهم.
وأحدث الاعتداء صدمة في تايلاند وتسبب بحالة ذعر حول العالم. والسبت، أقامت الجالية التايلاندية في مدينة ملبورن الأسترالية وقفة بالشموع حداداً على الضحايا.