كابول: عين المرشد الأعلى لطالبان أحد المقربين منه وزيرًا للتعليم في حين ينقسم رموز النظام الإسلامي بشأن منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية.
منذ وصول طالبان إلى السلطة في 15 آب/أغسطس 2021، حُرمت مئات الآلاف من الفتيات من العودة إلى المدارس الثانوية، في إجراء لا يلقى الإجماع داخل الحركة ويحظى باهتمام المجتمع الدولي الذي جعل إعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات شرطًا أساسيًا للاعتراف بحكومة طالبان.
وصرح وزير التربية والتعليم الجديد حبيب الله آغا الذي ينتمي إلى الدائرة المقربة من المرشد الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زاده، لوكالة فرانس برس الأربعاء أنه لم يتلق بعد أي تعليمات حول هذا الموضوع.
وقال الوزير الجديد البالغ من العمر 68 عامًا عبر الهاتف "لا يمكننا اعتماد أي مشروع بمبادرة منا ... سأعمل وفقًا لتعليمات المرشد الأعلى".
ولم يرغب القاضي السابق في ظل نظام طالبان الأول الذي استمر خلال الفترة 1996-2001 في إبداء رأيه في تعليم الفتيات.
عُين حبيب الله آغا بعد اجتماع بين مسؤولين حكوميين وكبار رجال الدين عقد الأسبوع الماضي في قندهار، معقل طالبان، وهو عضو في المجلس الديني الذي يقدم المشورة للمرشد الأعلى.
وقال نيشانك موتواني، الباحث في جامعة هارفرد، لوكالة فرانس برس إن تعيينه "يشير إلى أن طالبان تستعين بالموالين للنظام الذين يرفضون إعادة فتح مدارس الفتيات".
ومن بين من يقدمون المشورة لهبة الله أخون زادة مجموعة متشددة تعارض تعليم الفتيات في الأساس.
في آذار/مارس، ألغى المرشد الأعلى في اللحظة الأخيرة قرار إعادة فتح المدارس الثانوية للبنات بعد صدوره عن وزارة التربية والتعليم التي كان يتولاها نور الله منير.
وأكد الكثير من مسؤولي طالبان أن الإغلاق موقت وعلى صلة بمشكلة إدارية، وأن الصفوف ستُستأنف بمجرد تحديد برنامج قائم على التعاليم الإسلامية.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن نور الله منير قوله في وقت سابق من هذا الشهر إن المدارس الثانوية للفتيات أغلقت لأن "الكثير من الناس في المناطق الريفية لا يريدون أن تذهب الفتيات إلى المدرسة".
ومع ذلك، ظلت بعض المدارس الثانوية للبنات مفتوحة في ولايات بعيدة عن مدن رئيسية مثل كابول وقندهار، بسبب ضغوط مارستها الأسر وزعماء القبائل.
في غضون أسابيع من توليها السلطة، بدأت طالبان فرض قيود صارمة على النساء للتوافق مع نظرتها المتزمتة للإسلام وإبعادهن عن الحياة العامة.