بيروت: تتصاعد عمليات التحشيد العسكري من قبل الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس على وقع الصراع السياسي المحتدم الذي تعيشه البلاد بين الحكومتين المتنافستين الأولى التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة والأخرى المعينة من قبل البرلمان برئاسة فتحي باشاغا.
ويأتي تعزيز انتشار القوات المسلحة على مسافة ساعات من انتهاء المدة القانونية لخارطة الطريق التي أقرّها ملتقى الحوار السياسي، وأنتجت حكومة الدبيبة التي تنتهي فترتها اليوم الثلاثاء.
ويبدو واضحا استنفار الميليشيات المسلحة الموالية للدبيبة بتعزيزات عسكرية كبيرة في وسط العاصمة والشوارع الرئيسية حيث طوقت أيضاً المقرات الحكومية.
في المقابل، تتمركز ميليشيات مدينة الزنتان الداعمة لحكومة فتحي باشاغا في مداخل العاصمة، بعد دعمها بقوات إضافية.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل الأطراف الليبية في التوافق على قاعدة دستورية لتنظيم العملية الانتخابية، بسبب الخلافات المستمرة حول شروط الترشح للرئاسة.
صور لانتشار الآليات العسكرية في العاصمة الليبية(تويتر)
مطالبة الدبيبة بتسليم السلطة
وفي هذا السياق، طالب أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة، رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بتسليم السلطة، معتبرين أن حكومة الوحدة الوطنية أصبحت منتهية الولاية بعد انتهاء المدة الزمنية لخارطة الطريق.
ودعا أعضاء المجلس، وهم من الداعمين لحكومة باشاغا، في بيان اليوم الثلاثاء، الدبيبة إلى "تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية بالإسراع في تسليم مقار الحكومة السابقة للحكومة الليبية بشكل سلس اقتداء بسلفه وبما يعزز قيمة التداول السلمي على السلطة".
وشدد الأعضاء على "ضرورة أن يتحمل شاغلو المناصب العليا في المؤسسات السياسية مسؤولياتهم القانونية"، محذرين "من أي انقسامات داخل المؤسسات قد تنجم عن تموضعهم الخاطئ".
مرحلة ضبابية
ويسود القلق من عودة الصراع المسلح إلى البلاد وإغراق البلاد بالفوضى مجددا. فالوالقع يشير إلى أن ليبيا ستدخل بعد 22 يونيو\ حزيران مرحلة ضبابية، بحيث لا يتضح إن كانت المؤسسات الرسمية ستستمر في التعاطي والتعامل مع حكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي يتمسك بالبقاء في السلطة حتى إجراء انتخابات في بلاده، في ظلّ وجود حكومة أخرى مكلفة من البرلمان وتمارس مهامها من مدينة سرت، وتطالب بالحصول على ميزانية لتنفيذ أعمالها.