تنهمك عائلة رحمت غول في بناء خيمة تبرّع بها أفغاني كان يشغل في السابق منصبا سياسيا.
ستكون الخيمة إلى جانب أخرى تبرّعت بها منظمة "الهلال الأحمر" في مساحة خالية تعتبرها العائلة بمثابة منزلهم الجديد.
فقد دمرت جميع منازلهم الواقعة في منطقة غايان في ولاية باكتيكا، بالقرب من مركز الزلزال القوي، الذي ضرب جنوب شرق أفغانستان هذا الأسبوع.
وقُتل سبعة من أفراد الأسرة أثناء نومهم.
ويقول رحمت غول لبي بي سي: "لم يعد هناك معنى لحياتي بعد الآن، شاهدت بناتي الثلاث، وأربعة من أحفادي يموتون، قلبي محطّم".
لكن هناك أطفالا آخرين يجب الاهتمام بهم. وقد أمضت العائلة الليلة الأولى بعد الزلزال في العراء، تحت المطر الغزير.
ويقول غول: "نحن بحاجة إلى مساعدة، لا نملك شيئاً، دُمّر كل ما نملك".
ويأتي الدعم للمتضررين من الزلزال من الأمم المتحدة، ومن هيئات محلية ودولية، وكذلك من حكومة طالبان.
وبالقرب من المنطقة التي يقيم فيها رحمت غول، يقوم الهلال الأحمر بتوزيع المواد الأساسية، بما في ذلك زيت الطهي والبطانيات.
يقول أحد الجالسين وسط حشد كبير ينتظر دوره للحصول على مساعدات: "نحتاج إلى كل شيء، لأن كل ما نملكه دفن في التراب".
تحوّل البازار الصغير وسط مدينة غايان إلى مستودع مساعدات، مع وصول الشاحنات المليئة بالإمدادات.
لكن أفغانستان تعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية منذ فترة. وانخفض متوسط الدخل بنسبة الثلث منذ وصول طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب الماضي، ويعاني الملايين من الجوع.
بينما استمرت المساعدات الإنسانية، توقف الكثير من التمويل التنموي الذي كانت تعتمد عليه الحكومة السابقة.
أما الآن، أصبحت مئات العائلات في باكتيكا وخوست بلا مأوى.
لا يزال هناك جرحى بحاجة إلى مساعدة. وتعمل جمعية "هالو تراست" على إزالة الألغام، لكنها أنشأت عيادات طبية متنقلة.
"علاج متخصص"
تحت خيمة، يجلس الطبيب نقيب الله أثناء معالجة مجموعة من الأطفال الصغار.
يقوم بفحص ذراع الطفل بركة الله، بعد إصابتها جراء سقوط الحطام. يقرّر الطبيب ترك الضمادات التي سبق ولفّ بها الإصابة.
قال نقيب الله لبي بي سي: "أصيب الكثير من الأطفال". يجب نقل بعض المرضى الذين يحتاجون علاجاً متخصصاً إلى كابول بواسطة مروحية عسكرية.
تقع القرى على بعد ثلاث ساعات على الأقل بالسيارة من أقرب مدينة كبيرة، على طول طرق ترابية أغلبها وعرة.
ويخضع زارما غول لعلاج من إصابة طفيفة في القدم. يشير إلى منزله الذي يقع على الطريق وقد تحوّل إلى كومة من الأنقاض.
واجه معضلة رهيبة عند حدوث الزلزال، من ينقذ من عائلته أولاً؟
يقول زارما غول: "عندما انهار السقف والجدران، سمعت زوجتي تنادي 'ساعدوني' لكنّ ابنتي كانت في الغرفة أيضاً وأخرجتها أولاً".
ثم هرع إلى غرفة أخرى للاطمئنان على أطفاله الآخرين. وبحلول الوقت الذي عاد فيه إلى زوجته، كانت قد ماتت.
شعب أفغانستان أرهقته سنوات الحرب ويكافح في ظلّ انهيار الاقتصاد، والآن يواجه أزمة جديدة.