حتى لو إنطبقت السماء على الأرض سياسياًّ وأختلط الحابل بالنابل، كما يقال، فإنه من مصلحة الإسرائيليين الذين في رؤوسهم عقولاً أنْ لا يسيروا وراء رئيس الوزراء نفتالي بينيت وذلك لأن هذا العالم الجديد ومعه معطيات هذه المرحلة التاريخية.. الجديدة غير ما كان عليه سابقاً وحيث إنْ ليس كل فمعظم دول تلك الفترة السابقة، التي قد غدت بعيدة جداًّ، كانت تغلق على نفسها سياسياًّ وإقتصادياًّ وكل شيء بصورة عامة!!.
والواضح هنا أنّ غالبية الإسرائيليين، اللهم بإستثناء نفتالي بينيت ومن هم على شاكلته، قد خرجوا من قوقعتهم التاريخية وباتوا يعتبرون أنفسهم جزءاً من هذه المنطقة وجزءاً من الشرق الأوسط كله وحقيقة أنّ هذا يعتبر تحولا تاريخياً لا بد من الترحيب به ودعمه!!.
لقد قبل الفلسطينيون بقيادة الرئيس محمود عباس (أبومازن)، الذي كان وبالطبع لا يزال وحتى في عهد الرئيس التاريخي الراحل ياسر عرفات، رحمه الله، صاحب قرارات أساسية ورئيسية وبخاصة بالنسبة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية.. بدولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية على حدود الخامس من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبالطبع فإنّ هذا لم يعجب الذين لا زالوا يتمسكون بـ "أيدولوجياتٍ" ومعطيات قد عفا عليها الزمن وباتت قديمة وترقد في صفحات كتب التاريخ الشديدة الإصفرار والذين بصورة عامة قد "فرطتْ" تنظيماتهم وسواءً أكانت ماركسية – لينينية أو "قومية" ..أو حتى إسلاموية تابعة للولي الفقيه في طهران!!.
ولذلك فإنّ الرئيس محمود عباس (أبومازن) قد وضع، بالنسبة لهؤلاء الذين باتوا يزحفون وراء حركة التاريخ، في إحدى أذنيه "طيناً وفي الثانية عجيناً" طالما أنه قد أصبحت هناك فرصة تاريخية لا يرفضها ولا يقاومها إلّا "نفتالي بينت" ومجموعته ومعه بعض العرب الذين لا زالوا يواصلون الزحف على بطونهم وعلى صدورهم وراء حركة التاريخ.. وهكذا فإنه لا بد من التقاط هذه اللحظة التاريخية لتكون للشعب الفلسطيني دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإلى جانب دولة إسرائيلية على هذه الحدود وعاصمتها القدس الغربية.