ايلاف من لندن: بعد ساعات من اعتقال احد عناصرها المسؤولين عن عمليات اغتيال واختطاف في محافظة ميسان العراقية الجنوبية فقد سارعت حركة عصائب أهل الحق الموالية لايران الى التنصل منه لابعاد دورها في تنفيذ الجرائم المرتكبة.
وبعد ان اعلنت القوات الامنية العراقية اعتقالها للمتهم "حسن طراد غليم " الذي يقف وراء عمليات الاغتيال التي تشهدها محافظة ميسان العراقية الشيعية (365 كم جنوب بغداد) فقد سارعت حركة عصائب اهل الحق التي تمتلك مليشيا كبيرة موالية لايران التي تقوم بتمويلها وتدريبها وتسليحها بقيادة قيس الخزعلي الى التبرؤ من المعتقل مدعية انها طردته من صفوفها عام 2020 .
واضافت الحركة في بيان مساء السبت تابعته "ايلاف" بعد ان اكد ناشطون ان المعتقل ينتمي الى العصائب انه "استكمالا للجهود المبذولة من اجل درء الفتنة وابعاد مخاطرها واضرارها عن اهلنا في محافظة ميسان العزيزة نعلن دعمنا الكامل لإجراءات الاجهزة الامنية في المحافظة لتنفيذ اوامر القبض الصادرة بحق المطلوبين بجرائم القتل والاغتيال والخطف دون النظر الى انتماءاتهم الجهوية او العشائرية".
المعتقل متهم بعمليات اغتيال واختطاف
وجاء موقف العصائب هذا اثر اعلان خلية الاعلام الأمني العراقية التابعة لوزارة الدفاع أمس أن قيادة عمليات ميسان ومن خلال قوة من لواء القوات الخاصة الاول في الجيش العراقي وبمعلومات ومتابعة مديرية استخبارات ومكافحة ارهاب ميسان التابعة لوكالة الاستخبارات القت القبض على المجرم (حسن طراد غليم) المسووًل عن تنفيذ العديد من عمليات الاغتيالات والخطف وارهاب المواطنين في ميسان.
المعتقل بتهم اغتيال واختطاف في محافظة ميسان الجنوبية حسن طراد غنيم (تويتر)
واشارت الخلية في بيان تابعته "ايلاف" الى ان "المعتقل مطلوب الى القضاء العراقي وفق الماده 4 ارهاب وتمت عملية إلقاء القبض عليه في عملية مداهمة نوعية في ناحية المشرح.
العصائب تتنصل
وواصلت العصائب ردها في بيانها على هذا الاعلان بالقول ان "الشخص الذي ادعى بعض المدونين المعروفين بدورهم المشبوه في وسائل التواصل الاجتماعي انتماءه للحركة والمدعو (حسن طراد ) ليس لديه اي انتماء رسمي لحركتنا وليس لنا اي علاقة به وسبق ان ادعى ذلك وصدرت براءة منه قبل عامين بتاريخ 10 شباط فبراير عام2020" على حد زعمها.
واضافت الحركة المعروفة بتنفيذها للعشرات من عمليات الاغتيال والاختطاف للناشطين العراقيين اننا "اذ نؤكد دعمنا وموقفناهذا فإننا ندعو جميع الاطراف الى اعلان دعمها ووقوفها سياسيًا وإعلاميًا واجتماعيًا مع قواتنا الامنية والمؤسسة القضائية وان لا تسمح للصفحات او القنوات او المدونين الذين يدعون الانتماء لهم بتضليل الرأي العام بنشر الاكاذيب والصاق التهم جزافًا ودون دليل وهم بذلك الفعل من حيث يشعرون او لا يشعرون يخدمون مشروع اذكاء الفتنة بين ابناء الوطن الواحد" بحسب قولها.
ومن جهته كشف مصدر عراقي عن سيرة المعتقل حسن طراد غليم حيث نقلت عنه وكالة "شفق نيوز" العراقية قوله ان المعتقل غليم ينتمي الى عائلة سنيد وهو "قاتل مأجور لاكثر من 20 مواطنا وصادر بحقه 29 امر قبض وفق المواد 1/4ارهاب و 406 بتهمة القتل العمد وعمليات خطف عديدة" .. مشيرا إلى أن أشقاءه متهمون أيضا بالتورط معه في ارتكاب الجرائم وهم موقوفون حاليا في قسم مكافحة ارهاب واستخبارات ميسان".
دعوة أهالي ميسان الى الصبر لاجهاض الفتنة
وجاء اعلان الامن العراقي عن اعتقال غليم بعد يوم من اجتماع عقدته في محافظة ميسان لجنتان للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وعصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وهما تشكيلان شيعيان تشير معومات الى ان عناصرهما تبادلا عمليات الاغتيال حيث اصدرت اللجنتان بيانا مشتركا اكدتا فيه استمرار عملهما هناك "ومتابعة التحقيق وكشف الجناة من أجل أخذ جزاءهم العادل قانونياً ودعم ومساندة القضاء والاجهزة الأمنية من أجل أخذ الدور الأكبر في فرض القانون والحد من الجريمة" ودعت أهالي المحافظة الى "التحلي بالصبر لتفويت الفرصة على من يريد اثارة الفتنة".
وجاء الاجتماع المشترك للجنتين في محاولة لوقف عمليات الاغتيال المتبادلة بين الجهتين والتي تصاعدت في الايام الاخيرة بشكل خطير واتسعت بمشاركة العشائر في المحافظة في الاقتتال فيما بينها وهي امتدادات للموالين للطرفين.
التطورات ألامنية في المحافظة
واستمرت الاحد لليوم الثالث على التوالي عمليات القوات الامنية لفرض القانون في المحافظة واعتقال المطلوبين فيها. وقالت خلية الاعلام الامني في بيان مساء السبت تابعته "ايلاف" ان القطعات الأمنية في قيادة عمليات ميسان تواصل فرض الأمن في مدينة العمارة عاصمة المحافظة والأقضية والنواحي التابعة لها.
قائد عمليات ميسان اللواء الركن محمد الزبيدي (الوكالة الوطنية)
وأوضحت انه في اليوم الثاني للعملية نفذت فرقة القوات الخاصة والقطعات الأمنية المساندة عملية دهم وتفتيش في قضاء المجر الكبير جنوبي مدينة العمارة "أسفرت عن إلقاء القبض على 8 مطلوبين وضبط كميات من الأسلحة والأعتدة المستخدمة في عمليات تعكير السلم الأهلي".
وأشارت الى ان الخطة الأمنية الخاصة بتعزيز الأمن والاستقرار في محافظة ميسان ستستمر لغاية تحقيق أهدافها وخلق بيئة آمنة للمواطنين فيها.
وأضافت ان "العمليات النوعية للقوات الأمنية في مختلف مناطق المحافظة قد لاقت رضا وتعاون المواطنين الذين أشادوا بالجهود الكبيرة التي تبذلها القطعات الأمنية بعدما بدأت الأوضاع الأمنية تشهد استقراراً أمنياً ملحوظاً".
وناشدت الخلية اهالي المحافظة الالتزام بالسياقات القانونية ورفع الغطاء عن كل المطلوبين.. مشددة على "ان المجرمين سيحاسبون وفق المادة 4 إرهاب فالقانون فوق الجميع، والسلم الأهلي خطٌّ أحمر".
قوة وحزم وفق القانون
ومن جهته أكد قائد عمليات ميسان اللواء الركن محمد الزبيدي ان القوات الامنية تتعامل حاليا مع كل الملفات الامنية بقوة وحزم وفق القانون، ونوه في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء الى انه قد تم تشكيل قيادة عمليات ميسان بأمر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتم وضع خطة امنية لمتابعة المطلوبين الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض في الايام القليلة الماضية.
واشارالى انه تم القاء القبض على العديد من المطلوبين وفق مواد قانونية مختلفة كما تم فض بعض النزاعات العشائرية التي حدثت في المحافظة.
وفي ما يخص محاربة المخدرات ذكر الزييدي انه تم وضع خطط امنية لمكافحة جريمة تعاطي وتجارة المخدرات ستظهر نتائجها قريبا.
وتشهد محافظة ميسان منذ اسابيع عمليات اغتيال واقتتال عشائري طرفاه التيار الصدري وحركة عصائب اهل الحق حيث ان هناك عداء بين الجهتين منذ ان انشقت العصائب عن جيش المهدي التابع للصدر عام 2006 وهي جماعة سياسية لها مليشيا مسلحة وقد أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب.
يشار الى ان محافظة ميسان تقع في شرق العراق على الحدود الايرانية وعاصمتها العمارة الواقعة على نهر دجلة ويبلغ عدد سكانها مليون ونصف المليون نسمة وتسكنها عشائرعدة من اهمها بني كعب وكنانة وخفاجة وبني لام والشويلات.