في 25 أبريل 2016 أعلنت السعودية عن رؤيتها 2030، وهذا الأسبوع أكملت عامها الخامس وسط متغيرات أشبه بالتحول الجذري، وخطوات تغييرٍ تسير بوتيرةٍ متسارعة، لفتت إليها أنظار العالم حيث الإنجازات المحققة والتي تجاوزت هام السحب؛ من خلال نهضةٍ تنمويةٍ وإنجازاتٍ تاريخية على مختلف الصعد، بتوجيه كريم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وبقيادة لا تكلّ ولا تملّ من عراب الرؤية وقائد التغيير والتطوير سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله -، وخلفهما شعبٌ مباركٌ مجيد، مشاركٌ في الرؤية بكل جوارحه قناعةً وحباً وإخلاصاً وتنفيذاً.
وهنا تواصل السعودية مسيرة البناء والتطور عبر رؤية 2030، مستهدفة تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل وخفض الاعتماد على النفط، بدأت بخلق تحوّل وطنيّ تم اعتماد برنامجه 2020 في 6 يونيو 2016م؛ لتضمن خطة «التحول الوطني» نحو الرؤية المجيدة بهدف تحقيق التميز في الأداء الحكومي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، وذلك من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشروعات البنية التحتية.. والذي أظهرت تطوراً في جميع القطاعات.
وفي يناير من هذا العام أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استراتيجية مدينة الرياض بلغة حاسمة "نستهدف أن تكون الرياض من أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم"، معلناً أن مدينة الرياض تشكل 50 % من الاقتصاد غير النفطي بالسعودية، كونها من أفضل 10 بنى تحتية في العالم.
"الرياض" فرصة كبيرة جداً لخلق نمو اقتصادي وصناعي وسياحي في السعودية، فالرياض تستهدف تطوير بنيتها التحتية ورفع جودة الحياة بشكل أفضل كون استراتيجية الرياض ستكون طموحة ومفاجئة بشكل إيجابي للسعوديين والعالم.
ويوم أمس يأتي إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية " - حفظه الله -، بإطلاق مشروع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية، لتكون أول مدينة غير ربحية في العالم، والمدينة أنموذج ملهم لتطوير القطاع غير الربحي عالمياً، وحاضنة للعديد من المجاميع الشبابية والتطوعية وكذلك المؤسسات غير الربحية المحلية والعالمية.
ستساهم المدينة غير الربحية الأولى من نوعها في تحقيق مستهدفات مؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية" في دعم الابتكار وريادة الأعمال وتأهيل قيادات المستقبل، وذلك من خلال ما ستوفره من فرص وبرامج تدريب للشباب والفتيات، كما ستضم جملة من الخدمات التي ستساهم في إيجاد بيئة جاذبة للمستفيدين من أنشطة المدينة.
حيث ستحتضن المدينة التي تتبنى مفهوم التواؤم الرقمي على العديد من الأكاديميات والكليات ومدارس مسك، وستشمل على مركز للمؤتمرات، ومتحف علمي، ومركز الإبداع ليكون مساحة لتحقيق طموحات المبتكرين في العلوم والتقنية بالأنظمة المتطورة مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء والروبوتات، وكذلك معهد ومعرض للفنون، ومسارح لفنون الأداء، ومنطقة ألعاب، ومعهد لفنون الطهي بالإضافة إلى مجمع سكني متكامل، وستعمل المدينة أيضاً على استضافة رؤوس الأموال الجريئة والمستثمرين ذوي المساهمات المجتمعية حول العالم.
وتقع مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية الأولى من نوعها على أرض خاصة بسمو ولي العهد - حفظه الله - بحي عرقة بمحاذاة وادي حنيفة، على مساحة تقدر بحوالي (3.4) كيلو مترات مربعة، التي خصصها سموه الكريم - رعاه الله - لتنفيذ المشروع. ويجسّد المخطط الرئيس للمدينة حاضرة رقمية متقدمة محورها الإنسان، كما تم تصميم المدينة لتكون مستدامة وصديقة للمشاة، إضافة إلى تخصيص أكثر من (44 %) من المساحة الإجمالية كمساحات خضراء مفتوحة لتسهم في تعزيز التنمية المستدامة.
بقي مما سبق أن الرؤية شمولية وولادة، حرصت على الوصول لجميع القطاعات دون استثناء، ولم تركز على الاقتصاد فقط بل أعادت بناء الوطن على أسس متينة مع بناء أنموذج للمواطن السعودي وأنموذج عالمي، برؤية عرابها القائد الملهم مع إرادة شعب جبار، شريك في ترجمة تطلعات الرؤية وتنفيذها نحو حضارة إنسانية جديدة، ومملكة عصريّة وأكثر.