واشنطن: انضمت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تتمتعان بعلاقات وثيقة مع الجيش السوداني، إلى الولايات المتحدة وبريطانيا الأربعاء في الدعوة إلى استعادة الحكومة المدنية السلطة في السودان بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش الأسبوع الماضي.
وتأتي هذه الجبهة الموحدة مع القوتين العربيتين اللتين كانتا تؤكدان فقط أهمية استقرار السودان، وسط آمال في واشنطن بإمكان إقناع الجيش بقبول التراجع لحفظ ماء الوجه.
وجاء في بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الأميركية "نحن نشارك المجتمع الدولي قلقه البالغ إزاء الوضع في السودان. ندعو إلى إعادة السلطات بشكل كامل وفوري للحكومة والمؤسسات الانتقالية التي يقودها مدنيون".
وأضاف البيان "نحث على الإفراج عن جميع الأشخاص الذين أوقفوا خلال الأحداث الأخيرة ورفع حالة الطوارئ".
وتابع "لا مكان للعنف في السودان الجديد، وفي هذه المرحلة، نشجع على إقامة حوار بنّاء بين جميع الاطراف ونحض الجميع على ضمان ان يكون السلام والامن لشعب السودان أولوية قصوى".
غابت عن هذا البيان المشترك مصر المجاورة للسودان والتي تسبب موقفها في إثارة غضب البعض الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج.
واشنطن
أدانت الولايات المتحدة عملية الانقلاب التي نفذها الجيش للاستيلاء على السلطة في 25 تشرين الأول/أكتوبر، وهي خطوة وضعت حدا لانتقال هش إلى الديموقراطية حيث تم تقاسم السلطة مع حكومة مدنية.
وجمّدت واشنطن فورا 700 مليون دولار من المساعدات التي كانت مخصصة للسودان.
كما واجه السودان ضغوطا من الاتحاد الإفريقي الذي علّق عضوية ثالث أكبر دولة في القارة فيه حتى "الاستعادة الفعلية للسلطة الانتقالية التي يقودها المدنيون".
جعل الرئيس جو بايدن الترويج للديموقراطية جزءا أساسيا من أجندته الدبلوماسية بعدما أقام سلفه دونالد ترامب علاقات جيدة مع قادة استبداديين.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الإمارات لديها نفوذ خاص في السودان وقد ساعدت في إقناع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان بالإفراج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وناقش وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أزمة السودان في الأيام الأخيرة مع نظيريه السعودي والإماراتي خلال رحلة إلى روما وغلاسكو لحضور قمة مجموعة العشرين ومؤتمر الأطراف للمناخ كوب26.
وقال جيفري فلتمان المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي للصحافيين الثلاثاء "أعتقد أن الإمارات تشاركنا قلقنا بشأن الاستقرار في السودان".
وأضاف "تحليلنا هو أن الاستقرار في السودان يعتمد على استعادة تلك الشراكة بين المدنيين والعسكريين التي كانت جزءا من المرحلة الانتقالية".
وأشاد بما وصفه بضبط النفس من جانب الجيش والمتظاهرين خلال الاحتجاجات المناهضة للانقلاب السبت والتي كانت الولايات المتحدة تخشى في السابق أن تتحول إلى حمام دم. ففي نهاية المطاف، قضى ثلاثة أشخاص.
وقال "رأيت دليلا، كما أعتقد، على فهم السودانيين أنهم في حاجة إلى إخراج أنفسهم من هذه الأزمة من خلال تصرفهم في التظاهرات".
وقد دعا حمدوك الاقتصادي الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، إلى إعادة تولي حكومته زمام الأمور كوسيلة للخروج من الأزمة.