قالت أغلبية قراء إيلاف المشاركين في الاستفتاء الأسبوعي إن الرئيس الإيراني الجديد لن يسعى جديًا إلى حوار ناجح مع المجتمع الدولي.
إيلاف من بيروت: انتهت الانتخابات الرئاسية الإيرانية إلى ما كان متوقعًا، وما كان مقدرًا أن يكون: المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسًا للجمهورية الإسلامية في إيران، خلفًا للإصلاحي حسن روحاني. صعد رئيسي إلى رأس السلطة في إيران في زمن استعار المواجهة – العسكرية والدبلوماسية – مع نظام طهران بسبب طموحه النووي.
سألت "إيلاف" القارئ العربي في استفتائها الإسبوعي: "هل تعتقد أن الرئيس الإيراني الجديد سيسعى جديًا إلى حوار ناجح مع المجتمع الدولي؟". أجاب ستة في المئة من المشاركين في الاستفتاء بـ "نعم"، فيما أجاب 94 في المئة من هؤلاء المشاركين بـ "لا".
حرج كبير
لا شك في أن رئيسي واقع في حرج كبير. في أول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، رحب رئيسي بمباحثات فيينا وبآمال العودة إلى الاتفاق المعقود في عام 2015 "إذا ضمنت المباحثات الجارية في فيينا المصالح الوطنية الإيرانية، وأدت إلى رفع جميع العقوبات الأممية والأميركية المفروضة على إيران"، كما قال، في ما يبدو رؤية متوافقة مع رؤية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الذي لا يرى حرجًا في عودة إيران إلى التزام بنود اتفاق 2015 إذا بادلتها الولايات المتحدة بخطوات عملية لرفع العقوبات الاقتصادية. لكنه استدرك قائلًا: "برنامج الصواريخ الباليستية غير قابل للتفاوض".
العارف في منطق الحكم في إيران، كما يقول المراقبون، يدرك أن أحد أهم الأسباب التي رفعت رئيسي إلى كرسي الرئاسة هو السياسة التي انتهجتها أميركا مع إيران في أيام دونالد ترمب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2018، وعاد إلى تشديد العقوبات على طهران من دون العودة إلى الأمم المتحدة، ما جعل الإصلاحي حسن روحاني في موقف لا يحسد عليه، إذ هب المتشددون يصرخون أن لا لغة تفهمها أميركا إلا لغة التشدد.
انفراج ملحوظ
لكن، ليس ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد أن استلام رئيسي موقعه الرئاسي سيحد من إمكانية مواصلة المباحثات حول الملف النووي مع الولايات المتحدة أو إعادة تطبيع العلاقات مع السعودية ودول أخرى. ولا خلاف على أن السياسات الخارجية يرسمها خامنئي، وهو نفسه الذي أعطى قبل وصول رئيسي إلى السلطة الضوء الأخضر للمشاركة في مفاوضات فيينا مع الولايات المتحدة والمجموعة الدولية، ولعقد المباحثات مع السعودية في بغداد.
إلى ذلك، شهدت العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة انفراجًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وباتت طهران أكثر انفتاحا على تطبيع العلاقات مع دول الجوار، مثل السعودية، لكن.. على وقع المسيرات الحوثية المفخخة المسددة إلى أراضي المملكة، وعلى وقع الكاتيوشا على القواعد العسكرية التي يوجد فيها أميركيون في العراق.
يتوقع المراقبون أن يستمر رئيسي بعد تسلمه مهام منصبه رسميا في 3 أغسطس سياسة الانفتاح على السعودية، وخفض مستوى التدخل في الشأن الداخلي العراقي، لكن المراقبين أنفسهم متأكدون من أن السياسة العامة في إيران لن تكون بهذا التهاون، خصوصًا أن أذرع إيران في المنطقة لا تتوقف عن تنفيذ السياسات الإيرانية القائمة على تصدير الثورة، وعلى تعزيز ما يسمى "محور المقاومة".
سيندمون!
في هذا الإطار، يضع هؤلاء المراقبون المحاولات الحثيثة التي يقوم بها حزب الله والجماعات المرتبطة به لتصدير المخدرات إلى السعودية ضمن سياسة العداء الإيراني لدول الخليج، مثلها مثل الاعتداءات الحوثية المستمرة على الأراضي السعودية، بالمسيرات المفخخة والصواريخ بعيدة المدى حينًا وبالقوارب المفخخة أحيانًا.
فأي حوار سيقيمه رئيسي مع المجتمع الدولي إن كان الإيرانيون يلعبون على حبلي الحرب والسلام. يرى مراقبون قريبون من دوائر القرار الإسرائيلي أن الأميركيين والأوروبيين سيندمون على ما يقدمونه لنظام الملالي من تسهيلات، سيستفيد منها هذا النظام لبناء سلاحه النووي، وعندها سيكون أوان الخيار العسكري قد فات.