: آخر تحديث
دعم عراقي ودولي لتنفيذ قانون الناجيات إنصافاً للضحايا

طي صفحة آلام الأيزيديات وبدء مرحلة إعادة الاعتبار لهن

45
46
49
مواضيع ذات صلة

ايلاف من لندن: طوت الاف الايزيديات الناجيات من بطش تنظيم داعش الام 7 سنوات من العذابات النفسية والجسدية مع بدء الشروع بتعويضهن ماديا ومعنويا عن معاناة تلك السنين والاعتراف بان ماتعرضن له من قبل داعش هي جرائم ابادة جماعية ولا انسانية في اعتراف بمأساتهن محليا ودوليا والعمل على انصافهن ودمجهن في المجتمع.  

فقد أقر مجلس النواب العراقي خلال جلسته مساء أمس الاثنين قانون الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش حيث اعتبر ماتعرضن لهن على يد تنظيم داعش جرائم "إبادة جماعية" ونص على عدم إدراج مرتكبي "الاختطاف والأسر" ضدهم في أي "عفو عام أو خاص".

ويبلغ عدد الايزيديين الذين هاجروا خارج العراق بعد احتلال تنظيم داعش لمناطقهم في شمال العراق 100 الفا وعدد المختطفين 6417 اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة التنظيم فقد بلغ 3530.. فيما لايزال هناك 2887 مختطفا منهم من الاناث 1308 ومن الذكور 1579 مختطفا او مغيبا.

تصميم عراقي ودولي على انصاف الناجيات
وقد لقي تشريع القانون ترحيبا عراقيا ودوليا حيث وصفت الامم المتحدة والقادة العراقيون في بيانات وتغريدات تابعتها "ايلاف" ذلك حدثا تاريخيا. واعتبرت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" تشريع القانون خطورة رئيسية لتلبية احتياجات الناجيات الايزيديات.

واكدت البعثة ترحيبها بتبني البرلمان العراقي لقانون الناجيات الأيزيديات .. وقالت "هي خطوة رئيسية في تلبية احتياجات الناجيات من الفظائع ليشمل ذلك التعويضات وإثبات التزام #العراق بالتصدي للجرائم التي تعرضن لها".
كما اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح تشريع قانون الناجيات الايزيديات ومن المكونات الاخرى والمُرسل من رئاسة الجمهورية "انتصار للضحايا من بناتنا الذين تعرّضوا لأبشع الانتهاكات وجرائم الإبادة الداعشية". وشدد بالقول "يجب مواصلة الجهد لمعرفة مصير باقي المفقودين والمختطفين وانصاف الضحايا ومحاسبة المجرمين".

ومن جانبه اكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "اقرار قانون الناجيات الإيزيديات وغيرهن من بنات العراق يعد خطوة مهمة لتحقيق العدالة ويعكس قيم المساواة والمواطنة". وتعهد بأن تسخر حكومته جميع جهودها لتطبيق القانون وتوفير حياة كريمة لكافة الناجيات  وتحرير ما تبقى من الأسرى واعادة الحياة الى المناطق المحررة والنازحين الى مناطقهم".

اما رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني فقد اعتبر تشريع القانون "خطوة وبداية مهمة لتعويض أخواتنا وإخواننا الإيزيديين وطمأنة لهم بالاهتمام بحمايتهم وحياتهم". ودعا إلى الإسراع في تنفيذ جميع النقاط التي يضمها القانون "لأن أحوال جميع ناجياتنا الإيزيديات وأولادهن وعوائلهن تستدعي المساعدة العاجلة متعددة الجوانب". واشار الى ان الاقليم استطاع عن طريق مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين حتى الآن من تحرير 3545 امرأة ورجلاً وطفلاً إيزيدياً.. متعهدا بمواصلة العمل على تحرير وكشف مصائر الإيزيديين الـ2768 الذين مازالوا مفقودين.

ومن جانبها وصفت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الناشطة الإيزيدية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام نادية مراد التصويت على قانون الناجيات الايزيديات بالتاريخي". وقالت إن "التصويت على قانون الناجيات الإيزيديات تاريخي".. مشيرة إلى إجرائها اتصالاً هاتفياً مع الرئيس العراقي برهم صالح عبرت فيه عن امتنانها لتقديمه مشروع القانون الى مجلس النواب.

واكدت مراد أن "إقرار القانون يمثل خطوة أولى مهمة في الاعتراف بالانتهاكات الصادمة ضد العنف الجنسي والحاجة إلى تعويض ملموس" .. مشددة على ضرورة "أن يكون تنفيذ القانون مركزا وبشكل شامل على دعم وإعادة دمج الناجين".

القانون يعيد تأهيل الايزيديات
وينص قانون الناجيات الايزيديات الذي يتضمن 15 مادة وحصلت "ايلاف" على نسخة منه على عدد من إجراءات التعويض المهمة للنساء الإيزيديات اللواتي أسرهن مسلحو تنظيم داعش لدى احتلاله الموصل منتصف عام 2014 بما في ذلك التعويض وإعادة التأهيل والعلاج الطبي والفرص الاقتصادية.

ويصف القانون الناجية المستهدفة من هذا القانون "كل امرأة او فتاة تعرضت الى جرائم العنف الجنسي من خلال اختطافها واستعبادها جنسيا وبيعها في اسواق النخاسة وفصلها عن ذويها واجبارها على تغيير ديانتها او تزويجها وحملها واجهاضها قسرا او الحاق الاذى بها جسديا ونفسيا من قبل تنظيم داعش".

وتسري احكام هذا القانون على النساء من المكونات : التركماني والمسيحي والشبكي اللواتي تعرضن الى الجرائم نفسها وكذلك الناجين من هذه المكونات من عمليات القتل والتصفية الجماعية التي قام بها داعش.

ويهدف القانون الى تعويض الناجيات ماديا ومعنويا وتأهيلهن وتأمين حياة كريمة لهن  واعادة تعمير البنى التحتية لمناطق الناجيات اضافة الى اعداد الوسائل الكفيلة بادماجهن  في المجتمع وتأمين فرص العمل لهن.

وينص القانون على منح الناجية راتبا شهريا وقطعة ارض سكنية .. واعتبار الثالث من آب اغسطس من كل عام  يوما وطنيا للتعريف بما تعرضت له الناجيات من ظلم وجرائم .

ويشير القانون الى الاسباب التي دعت الى تشريعه قائلا "تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الايزيديين وباقي المكونات من المسيحيين والتركمان والشبك جريمة ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية .. ونظرا لما افرزته هذه الجرائم من اضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومادية على جميع الضحايا وخاصة النساء والاطفال .. وبغية معالجة هذه الاضرار والاثار السلبية المترتبة عليها ومن اجل منح الحقوق اللازمة للناجيات والمشمولين بأحكام هذا القانون وأعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وكجبر ضرر وتعويض لما لحق بهم وبالناجيات منهن على وجه الخصوص وحمايتهم وحماية مناطقهم .. فقد شرع هذا القانون".  

الايزيديون.. ديانة شرق أوسطية  
والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد  ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي لليزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون.

ويقول الكثير من الباحثين بأنّ اسم اليزيديّين جاء من اسم الخليفة من الأسرة الأموية يزيد الأول ابن معاوية اذ اعتُبر هذا الخليفة في نظر اليزيديّين تجسيدًا للشخصية الإلهية ويُسمّى "سلطان عازي".

وتعتبر الثقافة اليزيدية ثقافة كردية ويتحدّث معظمهم اللغة الكردية "الكورمانجي" فيما يتحدث القليل منهم أيضًا العربية نظرًا لقربهم وعيشهم في ظلّ دول عربية مثل العراق وسوريا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار