الرباط: استغل المثقف والناشط الأمازيغي، أحمد عصيد، فرصة حضوره أشغال يوم دراسي حول القانون التنظيمي للمجلس الوطني للغات، احتضنه البرلمان المغربي صباح اليوم الأربعاء، للرد على أحد النواب الإسلاميين بمجلس النواب، الذي وصف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في اجتماع للجنة التعليم والثقافة ب"العلبة السوداء".
وقال عصيد في اليوم الدراسي الذي نظمته وزارة الثقافة والاتصال بشراكة مع لجنة الثقافة والاتصال بالغرفة الأولى بالبرلمان المغربي، مهاجما برلماني حزب العدالة والتنمية المقرئ الإدريسي أبو زيد، دون أن يذكره باسمه، "أتمنى أن لا نسمع عبارات تلفظ بها أحد البرلمانيين في لجنة التعليم والثقافة قبل أيام، عندما تحدث عن مؤسسة عمومية بشكل غير مسؤول وهو الذي لم يقترب منها أبدا، ولم يحضر لقاء من مئات اللقاءات التواصلية التي نظمتها،" الأمر الذي أثار غضب عدد من النواب الذين انبروا للرد على استهداف زميلهم.
وأضاف عصيد موجها انتقاداته للنائب الإسلامي "البرلماني المسؤول هو الذي ينزل للميدان ليأتي بمعطيات دقيقة ويتحدث عن مؤسسة عن علم، ولهذا أن يقال إن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية علبة سوداء لا يعرف أحد ما يجري داخلها فهذا كلام غريب"، وزاد موضحا "المعهد نظم مئات اللقاءات التواصلية مع المجتمع المدني والصحافة، فغير مسموح لبرلماني أن يتحدث عن مؤسسة عمومية بهذا الشكل".
النائب المقرئ الإدريسي أبوزيد |
وفي أولى الردود الغاضبة من كلام عصيد، قال النائب محسن مفيدي، النائب المنتمي لحزب العدالة والتنمية "كنت أتمنى أن يتدخل مسير اللقاء، لإيقاف عصيد حين كان يقدم الدروس للبرلمانيين"، في إشارة واضحة لرفضه لما جاء على لسان الناشط الأمازيغي.
وأضاف مفيدي بنبرة غاضبة، "نحن حرصنا على توسيع الاستشارة، لكننا نرفض أن تتحول المداخلة إلى محاكمة سياسية للبرلمانيين، وهي محاكمة لمضمون جلسة للجنة برلمانية سرية لم يحضرها المتدخل"، كما طالب المتحدث ذاته، عصيد بسحب الكلام الذي قاله في حق زميله الذي وصفه ب"البرلماني المحترم".
بدوره، دافع النائب عمر العباسي المنتمي لحزب الاستقلال المعارض، عما سماها "هيبة البرلمان وصلاحيته"، معتبرا أن كلام الناشط الأمازيغي عصيد "فيه مساس واضح بهيبة البرلمان وصلاحيته ودوره كما نص على ذلك الدستور".
وأفاد العباسي في كلمة بالمناسبة، بأنه "من غير المقبول أخلاقيا ودستوريا ولغويا، أن يأتي أحد ليقول للبرلماني كيف يتحدث داخل اللجن البرلمانية، بصرف النظر عن مضمون النقاشات"، وذلك في رفض واضح منه لما قاله عصيد بحق النائب المقرئ الإدريسي أبو زيد.
ورغم الزوبعة التي أثارتها مداخلة عصيد في صفوف البرلمانيين الحاضرين لأشغال اليوم الدراسي، وما اعتبره البعض مساسا بهيبة وحرمة المؤسسة التشريعية، إلا أن بعض البرلمانيين كان لهم رأي مخالف وأعلنوا تأييدهم لكلام عصيد.
وقدم النائب المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، عدي بوعرفة، مداخلة عبر فيها عن دعمه لما جاء في كلمة عصيد ضد زميله البرلماني، بل اعتبر مداخلته "قيمة".
وأضاف النائب بوعرفة مدافعا عن الناشط الأمازيغي "البرلمانيون ليسوا ملائكة"، مؤكدا أن ما سماها "مؤامرة" مازالت "مستمرة ضد اللغة الأمازيغية وترسيمها"، على حد تعبيره.
يشار إلى أن الناشط الأمازيغي أحمد عصيد، معروف بمواقفه وآرائه المعارضة للتيار الإسلامي بالمغرب، ويعتبر أن هذا التيار معادي للغة الأمازيغية ويتهمه بعرقلة ترسيمها وتداولها في التعليم والثقافة والإعلام.