إيلاف من الرباط: دخلت اتفاقية باريس حول المناخ اليوم رسميا حيز التنفيذ بعد أن تجاوز عدد الدول التي صادقت عليها الحد الأدنى المطلوب لتطبيقها. وقال عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالمغرب ومدير مؤتمر المناخ كوب 22 بمراكش، ل" ايلاف المغرب" "إن عدد الدول التي صادقت حتى الآن على الاتفاقية تجاوز 90 دولة، في حين أن العدد الأدنى المطلوب لتنفيدها هو 55 دولة تمثل 55 في المائة من الانبعاثات".
وأشار الحافي إلى أن تسريع المصادقة على هذه الاتفاقية وتجاوز الهدف الأدنى بفارق كبير يعكس وجود إرادة سياسية قوية لدى المجتمع الدولي من أجل المرور بسرعة إلى نمط اقتصادي سليم ورؤوف بالبيئة. وأضاف أن المغرب الذي لعب إلى جانب فرنسا دورا أساسيا في التعبئة العالمية من أجل تحقيق هذه الهدف، عازم على مواصلة المجهود الدبلوماسي من أجل انخراط المزيد من دول العالم في الاتفاقية وتحقيق الإجماع الدولي حول أهدافها.
واشتعلت الأنوار الخضراء مساء اليوم، في وقت متزامن، في قوس النصر بباريس وصومعة حسان بالرباط وحوض المنارة التاريخي في مراكش، احتفالا بهذا الحدث وإيدانا بتسليم مشعل قيادة مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية من فرنسا إلى المغرب.
ويأتي هذا الإعلان عن دخول اتفاقية باريس حيز التنفيد بفاصل ثلاثة أيام فقط عن انطلاق أشغال مؤتمر المناخ بمراكش الذي يرتقب أن يشارك فيه زهاء 20 ألف من الرسميين المعتمدين من طرف الأمم المتحدة، بالإضافة إلى نحو 30 ألف شخص يمثلون المجتمع المدني وقطاعات المال والأعمال. وخصصت منطقة زرقاء للمشاركين الرسميين، وضعت تحت الإشراف المباشر للأمم المتحدةفي إطار اتفاقية مقر أبرمتها المنظمة الدولية مع المغرب. وتضم قاعات للمؤتمرات والإجتماعات وأروقة مختلفة، وهي التي ستجري في إطارها المفاوضات حول المناخ والأشغال الرسمية للمؤتمر.
كما أعدت السلطات المغربية منطقة خضراء لاستقبال أشغال المؤتمرات والندوات والأنشطة الموازية، وتضم قاعات مؤتمرات واجتماعات ومعارض، وتشكل فضاء اشتغال هيئات المجتمع المدني وقطاعات المال والأعمال المواكبة للمؤتمر.
وأكد صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي ورئيس مؤتمر المناخ كوب 22 بمراكش، أن كل الشروط أصبحت متوفرة لإنجاح مؤتمر مراكش الذي سينطلق الإثنين ويستمر إلى غاية 18 نوفمبر الحالي. وأعلن أن فعاليات المؤتمر ستعرف لحظات قوية، على رأسها مؤتمر القمة العالمي حول المناخ الذي سيحضره رؤساء دول وحكومات العالم يوم 15 نوفمبر، ومؤتمر القمة الإفريقي في اليوم الموالي.
وأضاف مزوار أن المغرب يحتضن في سياق كوب 22 العديد من المؤتمرات العالمية الموازية، ضنها "قمة ضمائر العالم من أجل المستقبل"، التي جمعت المرجعيات الدينية والفكرية والأخلاقية عبر العالم في مدينة فاس، العاصمة الروحية للمغرب، والتي صدر عنها أمس نداء فاس من أجل المناخ. إضافة إلى قمة الشباب العالمي من أجل المناخ التي انطلقت أمس في مراكش، كما ستحتضن مراكش قمة المنتخبين المحليين والجهويين من أجل المناخ والتي سيشارك فيها أزيد من ألف منتخب من مختلف أنحاء العالم يوم 14 نوفمبر، وقمة النساء القياديات من أجل التحول العالمي يوم 16 نوفمبر.
وأضاف مزوار أن المؤتمر سيشتغل على مدى أسبوعين ليس فقط من أجل تطبيق بنود اتفاقية باريس، بل أيضا من أجل رفع سقف التزامات الدول واقتراح آفاق وتدابير ومبادرات جديدة. وقال "إن تحقيق هدف حصر ارتفاع درجة حرارة الأرض في أقل من 2 درجات مائوية، الذي تعهدت به دول العالم في مؤتمر باريس لا يمكن أن يتحقق إلا بزيادة سقف التزامات الدول وتسريع التحولات الاقتصادية والاجتماعية في اتجاه أنماط أقل ثلوثا. فلو نفدنا كل ما جاء في اتفاقية باريس بالكامل فإننا لن ننزل عن مستوى 3 درجات مائوية، أي أننا سنكون بعيدين عن الهدف. وبالتالي فالأمر يتطلب مجهودا إضافيا، وهو ما سنقوم به في مراكش".
وعلى مدى المدة التي يستغرقها المؤتمر ستعرف مدينة مراكش أحداثا ثقافية وفنية متنوعة، منها بطولة الفورمولا وان للسيارات الكهربائية، ورالي باريس مراكش للسيارات الكهربائية، وسهرات فنية مغربية وعالمية، وأنشطة ترفيهية في الحدائق العمومية، كما سيقام متحف للمنحوتات العملاقة ومعارض للفنون التشكيلية. وخلال مدة المؤتمر ستسلط الأضواء على المأثر التاريخية لمدينة مراكش التي يعود تأسيسها إلى أزيد من 10 قرون، باستعمال فنون الإنارة بالمؤثرات البصرية.