الرباط: يواصل المغرب جهوده في تنزيل النموذج التنموي الذي أطلقه في أقاليمه الجنوبية ( الصحراء)، حيث عقدت وزارة الداخلية، اليوم الأربعاء في مدينة العيون، اجتماعا خصص لاستعراض وتقييم منجزات النموذج التنموي وكيفية تسريع تحقيق أهدافه تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس.
وقال محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، إن البعد التنموي يعد أحد أهم تجليات الاهتمام الملكي بالأقاليم الجنوبية، مؤكدا أن المخططات والبرامج التنموية ذات الأثر الإيجابي على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، أخذت منعطفا جديدا بالأقاليم الجنوبية منذ الخطاب الملكي بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، الذي أعطى فيه محمد السادس انطلاق تطبيق النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية.
وأضاف حصاد، في كلمة بالمناسبة، أنه بعد مرور السنة الأولى من تنزيل هذا البرنامج، تم إعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع المبرمجة سنة 2016، حيث تم الشروع في إنجاز 134 مشروعا بموازنة وقدرها 39,1 مليار درهم (3.9 مليارات دولار)، وهي وتيرة الانطلاق، التي بلغت نسبا متقدمة في جميع القطاعات المعنية، مسجلا أن نسبة انطلاق الأشغال على مستوى المشاريع ذات الطابع الاقتصادي المبرمجة برسم سنة 2016 ناهزت حوالى 99 بالمائة، في حين بلغت هذه النسبة على مستوى مشاريع البنيات التحتية وإعداد التراب 82 بالمائة، في مقابل 52 بالمائة فيما يرتبط بالمشاريع ذات الطابع الاجتماعي.
وأبرز حصاد، حسب بيان لوزارة الداخلية، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، ان المملكة تراهن على النموذج التنموي المعتمد في الأقاليم الجنوبية، لفتح آفاق واعدة لكافة هذه الأقاليم، وفق مقاربة شمولية تجعل منه نموذجا فريدا متميزا يحتذى به، مذكرا بأن الموازنة التي خصصت لهذا النموذج رصدت له المملكة غلافا استثماريا قدره 77 مليار درهم حوالي (7.7 مليارات دولار).
وذكر حصاد، في الكلمة ذاتها، بالأهمية الكبيرة التي حظيت بها جهة العيون - الساقية الحمراء على مستوى النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية، إذ خصص لها اعتماد مالي يقدر ب41,6 مليار درهم (4.1 مليارات دولار)، كما أشار إلى الشروع في الإنجاز على مستوى 50 مشروعا باعتماد مالي يبلغ 23 مليار درهم (2.3 مليار دولار)، من ضمنها الطريق السريع الذي يربط بين العيون وطرفاية، ابتداء من اول أبريل المقبل، وبرنامج التنمية الصناعية "فوس بوكراع"، ومشروع "تيكنوبول" فم الواد، ووحدتين للطاقة الشمسية بكل من العيون وبوجدور، فضلا عن عدد من المشاريع الاجتماعية المرتبطة بمجالات التربية والتعليم والثقافة والتشغيل والصناعة التقليدية، والتي كانت موضوع اتفاقيات بين الجهة والقطاعات الحكومية المعنية، والتي من المنتظر أن يتم إطلاق الأشغال بها خلال هذه السنة.
وأفاد المسؤول الحكومي أن كل المعطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مختلف المشاريع المبرمجة "تسير في الطريق الصحيح وفق الأهداف المسطرة"، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتسريع من وتيرة المشاريع الأخرى التي لم يتم الشروع بعد في إنجازها. كما دعا حصاد إلى انخراط جميع الفاعلين والمتدخلين من قطاعات حكومية وسلطات ترابية ورؤساء الجهات والجماعات ومكونات المجتمع المدني والسكان المحليين في الدينامية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مبرزا أن الهدف الأول والأخير منها "هو خدمة المواطن بهذه الأقاليم، وإعطاء نفس قوي للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي يطمح من ورائه إلى تشكيل نموذج يحظى بالريادة على مستوى القارة الأفريقية".
يشار إلى أن الاجتماع المذكور، عرف حضور الوزير المنتدب في وزارة الداخلية والوزيرة المنتدبة المكلفة الماء ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ووالي وعمال جهة العيون – الساقية الحمراء ورئيس الجهة ورؤساء الجماعات الترابية وممثلي القطاعات المتدخلة والهيئات والمؤسسات والمقاولات العمومية المعنية.