قال الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، قبيل بدء المشاورات في مجلس الأمن الدولي بشأن بعثة المينورسو الثلاثاء إن "المحادثات بين المغرب والأمم المتحدة آتت ثمارها، حيث تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين"، وذلك في إطار "دينامية جد إيجابية".
إيلاف - متابعة: أبرز الدبلوماسي الفرنسي أنه "من الواضح أن هناك اليوم دينامية إيجابية، كما لاحظنا ذلك منذ خمسة عشر يومًا. والمحادثات المعمقة بين السلطات المغربية والأمم المتحدة آتت ثمارها، إذ تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين"، موضحًا أن هذا الاتفاق "أتاح بالفعل لمجموعة أولى تضم 25 عضوًا مدنيًا في بعثة المينورسو العودة إلى المقر العام في مدينة العيون".
اندماج أفريقي
وأشار إلى أن فرنسا "متشبثة جدًا بأن تصل المينورسو إلى كامل وظيفتها"، معتبرًا أن "التقدم المنجز لغاية اليوم يعد بمثابة خطوات مهمة في هذا الاتجاه، ومن المهم تشجيعه". أضاف ديلاتر أنه "حاليًا، تم اتخاذ الطريق المؤدي إلى الوصول إلى كامل الوظيفة".
وبعدما ذكر بأننا "سنواصل تقديم دعمنا الكامل إلى المسلسل السياسي التي تقوده الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف"، جدد الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة التأكيد على أن باريس تعتبر "في هذا الصدد، أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في سنة 2007، يشكل قاعدة جدية وذات مصداقية للتوصل إلى حل متفاوض بشأنه".
من جهة أخرى، أشار إلى أنه "توجد حاليًا دينامية إيجابية جدًا، حيث أعلن المغرب عن عزمه العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يشكل مساهمة مهمة في الاندماج المتنامي للقارة الأفريقية"، مبرزًا أن "أفريقيا موحدة تشكل بالفعل عاملًا للسلام والاستقرار والتنمية في القارة كما في باقي أنحاء العالم".
مهام منقوصة
وقال أعضاء مجلس الأمن الثلاثاء إن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) لم تعد إلى كامل وظيفتها، رغم دعوة المجلس إلى عودة موظفي الأمم المتحدة الذين طردتهم السلطات المغربية في وقت سابق.
وتم إطلاع مجلس الأمن على الوضع بعدما أمر المغرب الأمم المتحدة بسحب معظم موظفيها المدنيين الدوليين، وهم أكثر من 70 شخصًا، في مارس الماضي عقب أزمة دبلوماسية بين البلاد والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وكان المجلس قد منح مهلة مدتها 90 يومًا في نهاية إبريل لاستعادة البعثة كامل طاقتها الوظيفية. وقالت الأمم المتحدة إنه حتى الآن تم السماح إلى 25 موظفًا بالعودة إلى المنطقة.
وقال كورو بيسهو، سفير اليابان لدى الأمم المتحدة الرئيس الحالي للمجلس، إن أعضاء المجلس "يرحبون بالتقدم" المحرز حتى الآن لاستعادة مهام البعثة. وأضاف: "في الوقت نفسه، عبّر أعضاء مجلس الأمن عن أمل قوي في أن يتم الوصول إلى هذا الهدف المتمثل في عودة البعثة إلى كامل مهامها الوظيفية في أسرع وقت ممكن".
التزام بالتعاون
من جانبه، قال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال إن بلاده ملتزمة بالتعاون مع المنظمة الدولية لاستعادة مهام البعثة من دون أن يحدد عدد موظفي الأمم المتحدة الذين سيتم السماح لهم بالعودة إلى الصحراء في ظل اتفاق أبرم مع الأمم المتحدة.
وكانت جبهة البوليساريو الانفصالية قد طلبت الاثنين أن يعزز مجلس الأمن الدولي ضغوطه على المغرب ليسمح بعودة عدد من خبراء الأمم المتحدة كانت الرباط قد طردتهم. ونشرت بعثة الأمم المتحدة في المغرب في 1991 لمراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو وتنظيم استفتاء.