: آخر تحديث

الخياطون في هونغ كونغ يجهدون للاستمرار من خلال ابتكار طرق جديدة

24
23
23
مواضيع ذات صلة

هونغ كونغ: فصّلت عائلة روشان ملواني ملابس لرؤساء وأرستقراطيين ومشاهير، ولكن عندما حالت جائحة كوفيد-19 دون توافد الزبائن إلى متجرها في هونغ كونغ، ابتكر هذا الخيّاط طرقاً جديدة للتمكن من الاستمرار في بيع بدلاته المصممة حسب الطلب عبر الإنترنت، وكذلك فعل كثر من في هذا القطاع.

وفي "سامز تايلور" تحظى الهواتف التي يحملها مساعدو الخيّاط بالأهمية نفسها التي تتمتع بها الإبر وشرائط القياس والأقمشة التي صنعت شهرة شركة جدّه.

ولولا التجديد الذي أُدخل إلى العمل والأرباح المتراكمة مدى عقود، لكان أقفل متجر الخياطة هذا على غرار مؤسسات كثيرة في هذا المجال حققت ازدهاراً في الماضي.

ويؤكّد سام أنّ ذلك "لم يساهم في سدّ الفراغ الحاصل لأنّ الناس مُنعوا لفترة طويلة من دخول هونغ كونغ بحرّية (...) إلا أنّه أبقانا في أذهان زبائننا من مختلف أنحاء العالم".

وخلال جائحة كوفيد-19، ركزت عائلة روشان ملواني على مبيعاتها عبر الانترنت وحاولت استقطاب زبائن جدد من خلال جلسات مباشرة كانت تنظمها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ويقول سام "قبل الجائحة، كنت أوفّر خدماتي لعشرين شخصاً أقلّه يومياً فيما كان يصل هذا العدد أحياناً إلى الأربعين، خلال ستة أيام في الأسبوع".

وظل بعض هؤلاء الزبائن يتعامل مع سام حتى خلال الجائحة، وبينهم رجل الأعمال الأميركي تيم الذي حدّث خزانة ملابسه كلّها خلال تلك المرحلة، ويخطط حالياً لتصميم ملابس تحمل طابعاً جريئاً أكثر.

ويعرض ميلوني أمام الزبون بزة ملوّنة مع بطانة داخلية طُبعت عليها صور.

وبعدما تردد الزوجان، قال تيم "حسناً، لنعتمد هذا التصميم"، قبل أن يقرر تفاصيل أخرى في البزة وإحالة الطلبية إلى الخياطة.

وقبل الجائحة، كان "سامز تايلور" محطة أساسية لعدد كبير من زوّار هونغ كونغ.

وعلى جدران الصالة الصغيرة، عُلّقت صور لأبرز زبائن المتجر وبينهم بيل كلينتون وبوريس جونسون وجورج بوش وميغن ماركل والملك الإسباني خوان كارلوس الأول وبرونو مارس وراسل كرو.

وبحنين، يتذكر والده مانو ملواني وهو يجلس خلف مكتبه، العصر الذهبي للمهنة قبل انتشار الموضة السريعة والملابس المريحة.

ويقول "خلال الحقبة الاستعمارية، كان جميع المسؤولين التنفيذيين والمصرفيين يرغبون في ارتداء بزة مُصممة خصيصاً لهم، أما اليوم فبات الشباب يرتادون المتاجر ويشترون ما فيها".

ورغم الصعوبات التي شهدها المتجر إلا أنّه صمد وبقي يعمل "بكامل طاقته". ويقول مانو "عندما بدأ الفيروس ينتشر عام 2019 انهار العمل ولم نستطع حتى اليوم العودة إلى وضعنا السابق".

وهذا الشعور الذي عبّر عنه مانو شائع في مجال الخياطة الذي شهد ازدهاراً في خمسينات القرن العشرين مع وصول الخياطين المهرة من شنغهاي بحثاً عن زبائن غربيين هاجروا بعد انتصار الشيوعية في الصين.

ونال الخياطون في هونغ كونغ سمعتهم الحسنة بفضل جودة ملابسهم وكلفتها المنخفضة. فخلال يوم أو يومين، كان المسافر يستطيع الحصول على بزة مصممة بحسب طلبه لقاء سعر أرخص من البزات المتوافرة في لندن أو نيويورك.

وبعدما تضرر مجال الخياطة بفعل انتشار الموضة السريعة وتطوّر أساليب ارتداء الملابس، أتت الجائحة لتُسبِّب ضرراً كبيراً له.

ويقول رئيس اتحاد الخياطين في هونغ كونغ آندي تشان "لم نواجه صعوبات من هذا القبيل في السابق".

وكانت هونغ كونغ ألغت فرض الحجر الصحي الإلزامي في أيلول/سبتمبر، بعد فترة طويلة من إلغائه في مناطق أخرى ناشطة تجارياً على غرار سنغافورة.

وشهد عدد زوار المدينة انخفاضاً من 65 مليون زائر عام 2018 إلى 91 ألفاً سنة 2021. ورغم الإلغاء التدريجي للحجر الصحي والقيود المرتبطة بالجائحة، لم يزر المدينة في تشرين الأول/أكتوبر سوى 80 ألف شخص.

ويقول تشان "نظنّ أنّ 40% من محال الخياطة أغلقت أبوابها خلال هذه السنوات الأربع"، معتقداً أنّها لم تقفل "بصورة نهائية".

ويقول إنّ "العالم أجمع شهد تغييرات. نحن نواجه وضعاً مثيراً وجديداً. قد نتأسّف لانتشار الجائحة لكن علينا الاستمرار، فالحياة لن تتوقف".

ويرفض روشان ميلواني بدوره الهزيمة. ويقول "أخسر مبلغاً من المال لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ هل أبكي؟ (...) ليس لدي وقت لأشعر بالألم، ينبغي أن أبذل قصارى جهدي للخروج من هذا المأزق".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل