إيلاف من القاهرة: على هامش مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أجرينا في إيلاف حوار مع مديره المخرج أمير رمسيس تحدث خلاله عن أبرز القضايا المتعلقة بالمهرجان في نسخته الحالية، وسبب اختيار العنصر النسائي بشكل بارز هذا العام، وعن أكبر الأزمات التي واجهته في منصبه، بالإضافة إلى الفرق مابين الجونة والقاهرة السينمائي خاصة وهو الخبير بكلا المهرجانين ونقاط أخرى أخرى تطرقنا لها في هذا الحوار .
سبب اختيار نعومي كواسي لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟
- تولى هذا المنصب عدد قليل من السيدات وهو في حد ذاته أمر غير منصف لأن هناك صانعات رائعات للسينما حتى وإن كانت نسبتهم أقل في الصناعة، ولكن لا بد للمهرجان بأن يكون على وعي بذلك. ومن هذا المنطلق بدأنا العمل على فكرة إيجاد مخرجة لتكون رئيسة للجنة التحكيم.
في الدورة الماضية من المهرجان، كانت الفنانة يسرا هي رئيسة لجنة التحكيم، وفي دورة سابقة كانت الممثلة الهندية شبانة عزمي، ونسبة تولي السيدات الفنانات لهذا المنصب كانت قليلة جدا. ومن هنا فكرنا في البحث عن مخرجة لتتولى المنصب، ويكون مستواها الفني هو السبب الرئيسي في اختيارها، ووقع الاختيار على نعومي كواسي.
أسباب اختيار تكريم لبلبة وكاملة أبو ذكري في نفس الدورة؟
اعتاد التكريم لسنوات أن يكون مقسما بحيث يُكرم رجلين ومعهما سيدة، وكان من الجيد أن يكون الأمر معكوسا هذا العام من باب التوازن. وأعتقد أنه بعيدا عن تلك المعادلة فالإسمان يستحقان التكريم، والفكرة هي تحقيق التوازن بشرط أن تكون السينما هي الأولوية.
غياب الفيلم السعودي عن هذه الدورة ؟
كان لدينا نقص في عدد الأفلام السعودية المقدمة للمهرجان، وعدد الأفلام التي تقدمت كانت قليلة جداً. ومن الممكن أن يكون ذلك بسبب إقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي يعتبر المهرجان الوطني، ومن الممكن أن تكون فرصته أهم للصناع. وبمنطق تسويقي فإن طرح الفيلم في سوقه الأوسع بمهرجان كبير يحقق دعاية ومزايا أكبر.
ولا ننسى أن لدينا مشروع روائي طويل للمخرجة السعودية جواهر العامري في ملتقى القاهرة السينمائي. فلا يعتبر التواجد السعودي خفيا، لكننا كنا نطمح لأكثر من ذلك.
الفرق بين إدارتك مابين مهرجان القاهرة ومهرجان الجونة ؟
- القاهرة السينمائي أصعب، وكمدير فني لمهرجان الجونة كنت مسؤولاً بشكل أساسي عن برنامج المهرجان كمحتوى. لكن في القاهرة السينمائي ألعب دورين، مسؤول عن المحتوى الفني الخاص بالإدارة الفنية مع الإدارة اللوجستية أيضا، وهو ما يعتبر مجهود مزدوج جدا ً .
كيف توفق بين عملك كمخرج وبين كونك مدير فني؟ وهل يؤثر على إنتاجك كمبدع؟
- أعتقد أن ذلك حدث بشكل ما، آخر أفلامي قبل مهرجان الجونة في 2016، والفيلم الثاني كان في 2020، وأعتقد أن ذلك الإيقاع يؤكد وجود تأثير حدث. أحاول تنظيم الأمور بشكل أفضل، ومع عملي مهرجان القاهرة استطعت التوفيق وحاليا يعرض لي مسلسل "نزوة"، لكنها في النهاية معادلة غير مضمونة لأن صناعة السينما في العالم العربي غير منظمة بشكل كافي، وكذلك صناعة المهرجانات.
لكن بالنسبة لأمير رمسيس الأولوية بالنسبة لي أن أصبح مخرجا، ولو شعرت أنه لا بد من أختار بين الاثنين سأختار المخرج.
ما أبرز تحدي واجهته في برمجة الأفلام؟ وكيف أعطى الغياب المؤقت لمهرجان الجونة دفعة لمهرجان القاهرة هذا العام؟
- أكبر التحديات بالنسبة لي هذا العام هي الميزانية، المتغيرات التي وقعت جعلتنا في لحظة استثنائية، فنحن في منتصف المهرجان ولا نعلم تكلفة المهرجان االكلية، لأننا لا نعلم العملة الدولية ماذا سيكون سعرها مقارنة بالجنيه المصري حتى يوم 22 نوفمبر المقبل، فهي شيء متغير والميزانية على أساسها تتغير كل يوم، وتزيد كل يوم. tعلاقتنا بالأفلام مرتبطة بالجزء المادي، حيث فكرة السفر ودعوة النجوم وغيرها من الأشياء المكلفة.
ومن ناحية غياب الجونة لا أظنه أثر بشكل كبير، أو من الصعب القياس، لأن مهرجان الجونة أُعلن إلغاؤه في شهر 7 الماضي ولا أظن أنه كان هناك فيلم نحاول الحصول عليه في تلك الفترة ولم نحصل عليه. أعتقد أن الأفلام التي نحتاجها بشكل أساسي كانت بالفعل مؤكدة للمهرجان، فلم أشعر أن الغياب أحدث فرقا. أظن أنه حدث شيء عكس، وهو أن الأفلام التي كانت تبحث عن مهرجان بعد إلغاء الجونة شكلت عبئا على مهرجان القاهرة ومهرجان مراكش والبحر الأحمر. وهذا في بعض الأحيان شكل ضغطا.
ما مدى رضاك على ما تم تقديمه في المهرجان حتى الآن؟
بنسبة كبيرة ما خططنا له للمهرجان قد حدث بالفعل بهامش خطأ قليل، هناك بعض المشاكل فيما يتعلق بالأفلام التي ينتهي حجزها، لكن أظن أن المشكلة أقل من كل عام، إذ أن وجود خاصية الحجز الأونلاين سهلت الكثير من الأمور بعض الشيء. لكن تظل بعض الأفلام سيكون حولها مشاكل، والفيلم المصري دائما في المهرجان تكون حوله مأساة، حيث أن بعض المشاكل لن تتغير.