إيلاف من القاهرة: شهدت فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يوم الثلاثاء، عرض عدد كبير من الأفلام، 3 منها في عرضهم العالمي الأول، و14 أخرى العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى افتتاح معرض صور أعمال المخرج الإيطالي الكبير بيير باولو بازوليني في إطار الاحتفال بمئويته.
ذلك بالإضافة إلى جلسة حوار حول التراث السينمائي للمخرج الفرنسي جان لوك جودار، بحضور الناقد والمؤرخ السينمائي جان ميشيل فرودون، أدارها الناقد والمدير الفني لـ"القاهرة السينمائي" أندرو محسن.
عرض عالمي أول لثلاثة أفلام
شهد ثاني أيام المهرجان العرض العالمي الأول لثلاثة أعمال، وهي فيلم "جلال الدين" المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية، وهو للمخرج المغربي الكبير حسن بنجلون، وإنتاج المغرب، وتدور أحداثه حول جلال الدين الذي يرفض تقبل وفاة زوجته ثم يقرر عزل نفسه حتى يعثر على النور بداخله، وبعد عشرين سنة يصبح جلال الدين معلمًا صوفيا يعيش مع أتباعه.
وأيضًا فيلم "لا أريد أن أستحيل غبارًا"، المشارك في المسابقة الدولية، " لـ إيفان لوينبرغ ، وإنتاج المكسيك، الأرجنتين، وتدور أحداث الفيلم حول "بيجو" التي يسيطر الملل على حياتها، وتخشى أن تتحول إلى شخص بال قيمة في الحياة، ولكن مجريات الأمور قد تتغير إذ تعلن مجموعة التأمل حديثة العهد المنتسبة إليها عن كارثة كبيرة.
وكذلك "انصت"، ضمن البانوراما الدولية، وهو فيلم روائي لـ ماريا دوزا ، اليونان، بلغاريا، وتدور أحداثه حول فالميرا، المراهقة المصابة بفقدان السمع، التي ترغمها كارثة مادية على ترك مدرستها في العاصمة أثينا، والعودة إلى جزيرة والدها المتهالكة حيث تصطدم بخطر كبريائها وتعنتها
عروض أولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وشهدت قائمة الأفلام 14 عرضًا أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأبرزها لفيلم "لدي أحلام كهربائية" ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، وهو فيلم روائي لـ فالنتينا موريل، إنتاج مشترك بين بلجيكا، فرنسا، كوستاريكا لعام 2022، تدور أحداثه حول مراهقة تعيش مع والدتها تتوق إلى الانتقال للعيش مع والدها الذي يعيش بعيدا عنهما تتشبث بأبيها الذي يمر بأزمة منتصف العمر، وتوازن بين رقة المراهقين وقسوة حياة البالغين.
الفيلم انطلق في مهرجان لوكارنو، وحصد 3 جوائز في مسابقة المهرجان، وهي: جائزة الفهد لأفضل مخرج، وجائزتي أفضل ممثل لرينالدو آمين جيتيريز، وأفضل ممثلة لدانيلا مارين نافارو، بالإضافة إلى جائزة مهرجان سالونيك الكبرى.
بالإضافة إلى أفلام: "الحب، الحياة"، و"لمحة"، و"الصخب الباريسي"، و"لديٌ أحلام كهربائية"، "وكلوندايك"، و"روابطنا"، و"ألكاراس"، و"النسخة النهائية"، و"تخدير"، و"خبز وملح"، و"المانتيكور"، و"عندما تنحسر الأمواج"، و"حورية"، و"قصة الحطاب".
عرض ثانِ لفيلم الافتتاح "آل فابلمان"
كما شهد اليوم عروض ثانية لعدد من الأفلام أبرزها الفيلم الروائي الأميركي "آل فابلمان" للمرة الثانية بعد عرضه في حفل افتتاح الدورة الـ44، حيث إنه فيلم افتتاح الدورة الـ44 وهو من إخراج ستيفن سبيلبرج، وتدور أحداثه حول الفتى الصغير "سامي فابلمان" الذي نشأ في أريزونا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ويكتشف سرًا خطيرًا عن عائلته، مما يؤدي به إلى اكتشاف قدرة الأفلام على إرشادنا إلى الحقيقة.
ستيفن سبيلبيرج من أهم وأكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ السينما، ترشح ١٤ مرة للفوز بجائزة الأوسكار. تتعدد أدوار سبيلبيرج فهو مخرج وكاتب ومنتج، من أشهر أعماله " E.T.: The Extra-Terrestrial"، و"Schindler's List" الذي جلب له أول جائزة أوسكار في مسيرته لأفضل فيلم، وفيلم "Saving Private Ryan" الذي فاز عنه بجائزة أوسكار أفضل مخرج، وفيلم "Bridge of Spies" و"Jaws" و"Jurassic Park".
التراث الفني للمخرج الفرنسي جان لوك جودار
وفي زخم الأفلام أدار أندرو محسن، الناقد والمدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي، جلسة حوار حول التراث السينمائي للمخرج الفرنسي جان لوك جودار، بحضور الناقد والمؤرخ السينمائي جان ميشيل فرودون.
في بداية الندوة، أكد أندرو محسن، أن تراث جان لوك جودار لا يمكن اختزاله في ساعة أو ساعة ونصف بل يحتاج أيام طويلة، لأنه من وجهة نظره أحد أهم مخرجي السينما في التاريخ بلا منازع.
من جانبه، قال الناقد والمؤرخ السينمائي جان ميشيل فرودون، بأن جودار عمل كصانع أفلام لسنوات طويلة قبل عمله كمخرج، بالإضافة لمساهمته في صنع أفلامًا وثائقية، وذلك جزء مهم في عالم السينما، لافتًا إلى أن أعماله انتشرت بشكل كبير في عام 1950م، وأكد أنه لم يكن يحب التقليد أو الاقتباس من أفلام أخرى، وفي نهاية التسعينات، قدم أعمالًا أخرى، من بينها: تأريخ السينما وجمع المراجع، والرسم والأدب والموسيقى، متابعًا أن كل ما كان يفعله يتقاطع مع العديد من المجالات ولا يمكن تقييد أعماله فقط بالسينما.
الاحتفال بمئوية المخرج الإيطالي بازوليني
وعلى هامش الفعاليات شهد اليوم الثاني أيضًا افتتاح معرض صور لأعمال المخرج الإيطالي الكبير بيير باولو بازوليني في إطار الاحتفال بمئويته، بحضور الفنان الكبير حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي وأمير رمسيس مدير المهرجان، والمؤرخة السينمائية والمنسقة دومينيك لورا، وديفيد سكالماني مدير المعهد الثقافي الإيطالي بالقاهرة، والفنان صبري فواز.
وعن سبب احتفال المهرجان بمئوية بازوليني، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام المرممة له خلال الدورة الـ44، قال الفنان حسين فهمي، أن ذلك نتيجة لاهتمام المهرجان منذ انطلاقته بالسينما وصناعها، وبازوليني أحد أهم صناعها، بالإضافة إلى اهتمام طلاب المعاهد السينمائية بمثل تلك المعارض للتعرف على تاريخ من تركوا بصمات واضحة في المجال.