: آخر تحديث

شاطئ عباسي قمره دُعبُل

32
32
31

شاطئ شنغن و رمل لاجئ
كانت رملاً وكنت شاطئاً. كنا شاطئاً رملياً. مع نهاية موسم الاصطياف أصبحت رملاً وباتت هي شاطئاً يُرسِلُ مويجات الفراق مع كُل مدٍّ، عندما يجزُر المد أغرق كقطعة رصاص في شواطئها. أغفو في القاع خوفاً من شاطئٍ بلا رملي.

أصبحت هي هاروناً يخاطب الرمل بدلاً من العباسي الذي خاطب الغيمة: يا رمل العالم إينما كُنت فأنا شاطِئُك.
 
الحب الأول.. "دُعبُل"
كان يا ما كان حينما كان الحبُّ للحبيب الأول، كان شُباك القلب في ذلك الزمان بحجمِ بندقة.

كُل الرجال والنساء في ذلك العصر وقبل هذا الآوان كانوا سناجب عاطلة عن قضم الشُبَّاك، حتى يأتي هو أو هي فيُصبِح الشُبَّاك بحولِ الحب وقوَّتِه سُكَّراً يذوب قبل وصوله فُنجان بعضهما.

الحب عجائبه عشر والدنيا سبع. أعجوبته إنه يجعل أحد القلبين نافذة والآخر داراً. ترقص النوافذ في الدار حتى تبدأ العجائب بالنقصان. يبدأ البيت بخسارة نوافذه لشجرةٍ وسنجاب.. الآخرون رجال ونساء.

وصفة البندق الذي يصبح سكراً ما زالت عجائبية، لكن بحول السناجب وتكاثُر الشجر يبدأ العجب!

تُحنّي قدمي حبيبك بالسكر، تُطارِده لتكسِر غُصناً هنا وتخنق سنجاباً هناك.

عند المساء، ما قبل اكتمال الألف منه، تتبادل الأدوار مع الآخرين. تستيقظ وقد استفقت سنجاباً. الكلام عمّا كان بينكما يأخذ شكل دُعبُل - كرة زجاجية - تُضرب به أو تضرِب فتُخدش القلوب وتسيل الروح كحلاً على الخد.

يتهم أحدكما الآخر بأنه ستارة تحجب نور الشمس وتشوِّه الآخرين سناجب وتجعل القمم أشجاراً بلا أغصان.

يحتاجُ الدُعبُل كي يعود أملساً يسير الخطو أن يكسر دُعبلك والعكسُ ممكن.

الآن يا ما الآن بات شُباك القلب بيتاً نوافذه أشجار تلعب فيه السناجب بالدُعبُل بعدما كان بندقاً قبل هذا العصر وقبل الآن.

بسيم وبسيمة
هما نسخة قيس وليلى في حكاياتٍ شعبيَّة. بصراحة إنهما من اختراعي. لا تعرف من منهما جسد والآخر ظلال. لا مجال أن تحلُم ولو نملة بالتسلُّل بينهما.

أنجبا بسام وبسومة، لكن جاء نظام قصَّ لِسَان بسيم الطويل البصيرة قصير اليدين وأهداه لبسيمة. أمرها بالتسبيح باسم النظام الجديد. هذا الرعديد المُلقَّب بالجديد توعَّد البساسمة بالنهب الديمقراطي والاغتيال القانوني إن لم تفعل.

بسام مات بعد التسبيحة الأولى وبسومة باتت جثماناً بعد الثانية.

شيَّع النظام بسيم وبسيمة إلى شعاراتٍ وكفنّهما لافتة. أمّا بسام وبسومة فقد أصبحنا مرقدين لكل من يجرؤ على صنع ابتسامته ولا يحيَّ على النظام، أو لا يشهدُ إن العِمامة خيرٌ من الصلاة وأفضلُ من النوم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف