: آخر تحديث

إعلام عدم الانحياز الخليجي

107
115
99
مواضيع ذات صلة

دفعت المواقف الخليجية من الحرب الروسية-الأوكرانية وتوتر العلاقات بين أمريكا والصين إلى عودة التحليلات الإعلامية الغربية عن علاقة هذه المواقف مع حركة عدم الانحياز التي شقت الطريق إلى العالم في العام 1961 بمبادرة شارك فيها الزعيم الهندي جواهر لال نهرو والزعيم المصري جمال عبدالناصر.
تسعى الصحافة ووسائل الإعلام الغربية إلى فرض تساؤلات على المشهد السياسي الدولي بشأن موقف بعض دول مجلس التعاون الخليجي من الصراعات الدولية ومبررات عدم الانحناء وراء الموقف الغربي ضد روسيا!
وتجنح التحليلات الغربية إلى ربط موقف الحياد الخليجي وخاصة للسعودية وقطر والامارات مع المواقف التاريخية لحركة عدم الانحياز والاستفهام بالاستغراب من مواقف الدول الخليجية من الصراعات الدولية.
الصدام بين الحياد والواقع كان محورا إعلاميا للصحافة الغربية في إثارة الجدل وتسليط الضوء على هشاشة أو فشل سياسة الحياد لحركة عدم الانحياز وفشل الدول الأعضاء في حماية مشروعها السياسي وقد يكون هناك أكثر من مبرر جيوسياسي لذلك.
واجهت حركة عدم الانحياز الهجمة الإعلامية الغربية الشرسة بتبني الهند في تأسيس وانطلاق معهد للدراسات العليا في إعلام دول عدم الانحياز على مستوى وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الحكومية بهدف بناء جدار إعلامي صلب وقوي لحركة عدم الانحياز ضد الحملات الإعلامية الغربية.
واستفادت بعض الدول الخليجية من مبادرة حركة عدم الانحياز الإعلامية التي انطلقت من الهند من بينها الكويت ولكنها كانت استفادة عابرة وغير استراتيجية ومستدامة فقد طغى الاهتمام بالهدف السياسي على الهدف الإعلامي لحركة عدم الانحياز.
اليوم، تبدلت الظروف السياسية والاقتصادية في السعودية وقطر والإمارات مع تطور المناخ السياسي وآليات صناعة القرار والحوار مع دول العالم وتعدد النوافذ الإعلامية في هذه الدول والتي فرضت نفسها على الإعلام الغربي بفضل مشاريع إعلامية ضخمة كالجزيرة والعربية.
وأصبح لدول الخليج العربي وخاصة السعودية وقطر والإمارات دورا مؤثرا في الساحة الدولية والإقليمية بعد تحول الرياض والدوحة وأبو ظبي إلى عواصم للحوارات العالمية والتحولات السياسية والاقتصادية والثقافية.
يخطأ من يتصور أن المعركة الإعلامية مع الغرب قد انتهت أو تلاشت نهائيا، فأمريكا، مثلا، لديها من المصالح والمعلومات الاستخباراتية التي يمكن استغلالها في توجيه الإعلام ومراكز الضغط نحو تسميم المصالح الخليجية الجديدة دولياً وإقليمياً عبر التناول الإعلامي الانتقائي.
السعودية تعد أحد الدول المستهدفة إعلامياً وتحديدا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وكذلك رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد لأسباب إقليمية ودولية شتى. لذا، تصبح الحاجة ملحة للغاية في احداث تحول إعلامي خليجي يهدف إلى بناء جسور جديدة مع الإعلام والصحافة الغربية حتى تصبح المواقف الخليجية منفردة أو مجتمعة واضحة وخاصة المتعلقة في تحقيق التوازن الإقليمي والدولي.
الإعلام سلاح فتاك إذا أحسن استغلاله والاستثمار فيه ومن المهم للغاية أن تلعب وسائل الإعلام الخليجية وخاصة في السعودية وقطر والإمارات التي تملك قوة فرض جسور سياسية وإعلامية جديدة مع العالم ومراكز البحث الدولية والشبكات الإعلامية العملاقة.
اليوم، لدينا تحولات سياسية واقتصادية في معظم دول مجلس التعاون الخليجي التي يمكن توجيهها نحو خدمة مصالح هذه الدول والمنطقة أيضا على أساس البرغماتية الجديدة والهادفة إلى المحافظة على المصالح الخليجية وخلق فهم وتفهم غربي لها واحترامها دون التحيز ولا الانتقائية في التحليل والتداول للمعلومات والاحداث.
سياسية عدم الانحياز الخليجي ينبغي أن تحظى بمبادرة التبني من مجلس التعاون الخليجي أو الدول القادرة على تحمل المسؤولية في قيادة إعلام خليجي جديد مع العالم ومراكز القوى السياسية والاقتصادية ودوائر صناعة القرارات العالمية والإقليمية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف