: آخر تحديث
مع إعلان ولي العهد عن تأسيس "منظمة عالمية للمياه" في الرياض

السعودية تتفوق على أزمات شحّ المياه منذ عهد الملك عبد العزيز

36
37
34
مواضيع ذات صلة

بادرت السعودية بتأسيس "منظمة عالمية للمياه" مقرها الرياض"، وهو نهج تسير عليه المملكة منذ تأسيسها كدولة تسعى دوما للحوار والتعاون الدولي، وتواقة للتنمية وباحثة عن الحلول للأزمات الداخلية والخارجية.

وهي مبادرة تتمثل أهدافها بتحقيق تكاتف المجتمع الدولي نحو هدف مشترك يُحقق الأمن المستدام لقطاع المياه، وسط ازدياد التقارير التي تُحذّر من الجفاف وشحّ المياه، والقلق المتراكم من أزمة متوقعة بحلول عام 2050 مع ارتفاع عديد سكان الأرض إلى 9.8 مليارات وفق تقديرات الأمم المتحدة.

الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود
صورة أرشيفية للقائد المؤسس للمملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود

نهج الملك المؤسس
وبالنظر لتاريخ المملكة، تبرز مبادراتها التاريخية في هذا السياق حيث وجَّه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، عند بداية تنظيم الدولة، بالتنقيب عن مياه الري من أجل دعم الزراعة للنهوض باقتصاد البلاد. فندرة المياه شكلت تحديًا كبيرًا للملك الذي رأى في توفيرها أحد أهم مقومات استقرار الدولة الناشئة آنذاك.

وباعتبار بلاده تقع ضمن المناطق الجافة في العالم، قام الملك عبدالعزيز بين سنتي 1947 و1948(1367ه) بشراء عيون سولة والمضيق وعيون أخرى في أعالي وادي فاطمة، بالإضافة إلى عين زبيدة ووادي خليص، وعمل على تمديد أنابيب منها إلى العاصمة مكة وجدة، المدينتان اللتان كانتا تعتمدان على مياه العيون والآبار اليدوية أو البرك والصهاريج، بحيث كانت تتأثر كميات المياه التي تصلهما بسقوط الأمطار على فترات قصيرة، كما كان الحال مماثلاً في الرياض وغيرها من المدن والقرى حينذاك. 

بين عامي 1956 و1957( 1376ه) حُفِر أول بئر ارتوازي عميق في الرياض بعمق 1200متر، وتم تحديد مواسير لإيصال المياه من بعض الأودية إلى مدينة الرياض. ثم تبعها حفر آبار عديدة في العاصمة لتدعيم مواردها المائية ولتوفير مياه الشرب لسكانها.

تحلية المياه
 تغلّبت الإرادة السعودية المتمثلة بالقيادات المخلصة والمبادِرة للإنجازات على شح المياه في المملكة. فبعد جهود مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في هذا المجال، تمكنت القيادة الرشيدة من مواجهة التحديات الجغرافية، ونقلت مياه البحر في أنابيب إلى مختلف مناطق المملكة الداخلية بعد تحلية المياه التي أصبحت تصل للمواطين صالحة للشرب.

وانطلقت مشاريع التحلية منذ العام 1928 عندما أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء جهازين لتقطير مياه البحر لإمداد مدينة جدة بالمياه الصالحة للشرب.

وأصبحت المملكة تمتلك حوالي 35 محطة على الساحلين الغربي والشرقي تنتج أكثر من 70% من احتياج المملكة لمياه الشرب. وهو مايمثل ثلث الإنتاج العالمي من المياه المحلاة .

وفي هذا السياق، يقول الجيولوجي الأميركي الدكتور غلين براون(Glen Brown) الذي بدأ في البحث والتنقيب عن المياه في جوف الصحراء عام 1944، ان طموحات الملك المؤسس كانت كبيرة وكثيرة، لكن مسألة توفير المياه لجميع سكان المملكة من حاضرة وبدو ومقيمين كانت في أولوياته. وهو ما دفعه للبحث عن المياه في كل مكان من أرض المملكة العربية السعودية لتوفير مياه الشرب والزراعة بهدف توطين البادية في كل أرجائها.

مبادرة السعودية
نهج الملك عبدالعزيز في تأمين المياه، والانفتاح على التعاون الدولي، انتقل عبر عهود توالت مع أبنائه الذين تابعوا المشاريع التنموية والاهتمام بالشؤون الداخلية الخارجية. وها هي المملكة اليوم، تقود في مبادرتها الجديدة العالم نحو مستقبلٍ يؤمّن لسكان المعمورة نظامًا عالميًا مستدامًا في قطاع المياه، في مواجهة التحديات الخطيرة المتمثلة بالتغيّر المناخي وتداعياته بين حرائق وجفاف وفيضانات وتلوث.
فإعلان الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء عن تأسيس المملكة لـ"منظمة عالمية للمياه" يؤكد ريادتها في هذا المجال وجهودها المحلية المستندة على تجارب عالمية رائدة في التعامل مع تحديات المياه وتطوير سياسات وممارسات إدارة مواردها.

المجتمعات الأكثر تأثرًا بشحّ المياه
تسعى المملكة في مبادرتها العالمية إلى التنمية المستدامة، ولتحقيق أمن المياه عالميًا، إدراكاً منها لأهمية الطابع الشمولي والإستراتيجي لمعالجة قضايا المياه بشكلٍ متكامل وعلى مختلف الصعد الفنية والبحثية والتمويلية.
وهي تهدف_بحسب وكالة الأنباء السعودية_ إلى تحقيق تعاون دولي يقوم على تضافر الجهود لمواجهة الاحتياجات المتزايدة وإحداث تحوّل دولي في سبل معالجة هذه المشكلة، عبر تنسيق العمل المتصل بتعزيز استدامة الموارد على المستوى العالمي، بالإضافة لتوفير منبر للمجتمعات الأكثر تأثرًا بشح المياه، لإتاحة مناقشة التحديات المتعلقة بهذه القضية، مثل دول الجنوب العالمي.

التزام وتعاون
وتضيف "الوكالة": تلتزم "السعودية" بقضايا الاستدامة البيئة عالميًا وتسعى لوضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، وتقديماتها تجاوزت 6 مليارات دولار لعدة دول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.
 كما عملت المملكة على رفع قضايا المياه إلى موقع الصدارة على أجندة العمل الدبلوماسي والتعاوني الدولي على مدار السنوات الماضية، وأسهمت رياديًا في بناء شبكات التواصل والتعاون والأبحاث الخاصة بالمياه، متطلعة إلى مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات.

وتشير الوكالة السعودية إلى ان مبادرة المملكة تُمثل خطوةً فريدة وفرصةً جادة لحشد التعاون الدولي في ملف بالغ الأهمية والحساسية من أجل تأمين حياة أفضل للأجيال الحالية وضمان مستقبل أفضل للبشرية جمعاء ضمن مسارات تتقاطع كذلك بشكل واضح مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 على المستوى الوطني، وركائزها الخاصة بالابتكار والتمكين وبناء الشراكات العالمية وضمان جودة الحياة والتنمية الاقتصادية المستدامة.

دعم الجانب العلمي 
هذا وتدعم "المنظمة العالمية للمياه" الجانب العلمي من خلال الأبحاث المتخصصة والابتكار والتعاون بين الدول الأكثر تقدمًا والدول الأكثر تأثرًا. وستتيح التواصل عبر إنشاء منصة تسمح بوصول مختلف الدول إلى الموارد وتبادل المعرفة، ما يعزّز التصدي الجماعي الدولي لتحديات المياه الراهنة والمستقبلية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد