: آخر تحديث
علاقاتها عميقة بالغرب... ولكن!

أرامكو تتجه شرقًا

70
56
60
مواضيع ذات صلة

وجدت أرامكو أن أسواق الشرق الأقصى تمثل المستقبل في السوق النفطية، إذ سيتزايد الطلب على المنتوجات البتروكيميائية. هنا أهمية صفقة استحواذها على 70 في المئة من سابك.

إيلاف من دبي: يتناقض الشعور حيال أرامكو في الغرب، بين الرهبة والاستخفاف. أقبل المموّلون الذين يشعرون بالرهبة على شراء أول سندات عالمية لأرامكو، ورفعوا أرباحها إلى 111 مليار دولار. 

وعلى الرغم من قلقهم المعلن بشأن تغير المناخ الاستثماري، فإنهم يراهنون على ارتفاع سعر النفط في العقود المقبلة. أما المموّلون الذين يشعرون بالاسخفاف، وبينهم أعضاء في الكونغرس الأميركي، لا يقيمون وزنًا ثقيلًا لإنجازات أرامكو، ويعزون أرباحها جزئيًا إلى مساعي منظمة أوبك لتثبيت أسعار النفط العالمية.

ينظر المنافسون الغربيون إلى أرامكو نظرة مختلفة. ففي هذه الأيام، يفكرون أقل في نفطها، ويفكرون أكثر في التحوّل إلى الغاز الطبيعي والمنتوجات البتروكيميائية المكررة والمواد الكيميائية والبلاستيكية. وهم يرون أن أرامكو ليست حصّالة نقود، بل منافس هائل في السوق النفطية، خصوصًا في آسيا، حيث سيأتي الكثير من الطلب على المنتوجات البترولية في المستقبل.

علاقات عميقة
علاقات أرامكو بالغرب، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية، عميقة. فهي شركة الزيت العربية الأميركية، ولا تزال تحمل في ثناياها الحمض النووي للمساهمين القدامى، رواد شيفرون وإكسون موبيل، إلى جانب انضباطها على النمط الغربي للأعمال. إلى ذلك، ما زالت السعودية حليفًا قويًا لأميركا.

لكن العلاقة تتغير. فأميركا تنتج نفطها. ومنذ أبريل 2014، أمّنت أرامكو أكثر من خمس واردات النفط الخام الأميركية. وفي يناير، كانت الحصة أقل من العِشر. أحد الأسباب الرئيسة وراء قرار المملكة تأجيل الطرح الأولي لأسهم أرامكو هو ما لاح في الأفق من عقبات قانونية محتملة ربما واجهتها إذا كانت مدرجة في نيويورك. فلا عجب إذًا أن تلوح آسيا في الأفق الاستثماري.

ليس هدف أرامكو في آسيا مجرد بيع المزيد من النفط. فعلى الرغم من أن تقنين استهلاك الوقود واعتماد السيارات الكهربائية يعوقان الطلب العالمي على النفط، فإن الصين والهند وجنوب شرق آسيا ستستهلك الكثير من الوقود لتشغيل الشاحنات والسفن والطائرات التجارية. 

وتتوقع أرامكو أن يزيد الطلب على المنتوجات البتروكيميائية في آسيا أكثر من الطلب على المنتوجات النفطية المكررة. لذا تأمل في إبرام صفقات كبيرة قريبًا، لتصبح واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم في روسيا وأماكن أخرى. كما إن المفاوضات جارية لتحقيق أولى صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى باكستان.

طموحات متزايدة
تتزايد طموحات أرامكو بأملها في إصدار سندات بقيمة 12 مليار دولار، ما يساعدها على تمويل عملية استحواذ قيمتها 70 مليار دولار على 70 في المئة من أسهم سابك، أكبر شركة للبتروكيميائيات في السعودية، ما يجعل أرامكو أكبر مصدر نفطي في العالم.

في العام الماضي، أنفقت أرامكو 8.7 مليارات دولار مستحوذة على مصفاة عملاقة ومجمع للبتروكيميائيات في ماليزيا. في فبراير الماضي وقعت أرامكو تفاقًا مع مجموعة نورينكو الصينية للصناعات العسكرية لإقامة مجمع تكرير وبتروكيميائيات قيمتها 10 مليارات دولار، وآخر لشراء حصة في تشجيانغ للبتروكيميائيات. وفي العام الماضي كذلك، تحالفت أرامكو وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) مع شركات تكرير هندية تديرها الدولة في خطة لبناء مشروع تكرير وبتروكيميائيات في ولاية ماهاراشترا بقيمة 44 مليار دولار. 

قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين ناصر، كلمة واحدة فقط تعبّر عن آسيا: البلاستيك. ويشير إلى أن المواطن الهندي يستخدم 10 كيلوغرامات من المواد البلاستيكية سنويًا، أي ما يعادل عُشر ما يستهلكه المواطن الكندي، وهو يريد أن يستثمر 100 مليار دولار في المواد الكيميائية في العقد المقبل.

استراتيجية باردة
هناك منطق بارد للاستراتيجية. ذكّر الانهيار في أسعار النفط في فترة 2014 - 2016 القطاع الصناعي العالمي بأن التكرير والمواد الكيميائية تشكل تحوطًا مفيدًا ضد التقلبات. ونظرًا إلى أن العالم اليوم يحرق مواد هيدروكربونية أقل، تحرص أرامكو على تأمين أسواق تبقيها أسيرة نفطها الخام.

حتى مع سابك، تملك أرامكو مساحة كبيرة للنمو. يعتقد ديميتري مارينشنكو، من وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، أن أنشطة كيان أرامكو – سابك لن توفر أكثر من 9 في المئة من الأرباح، قبل اقتطاع الفوائد والضرائب ونسب الإهلاك والاستهلاك، أي نحو ثلث الحصة في شركة بريتيش بتروليوم البريطانية.

يمكن أرامكو الاستفادة من الائتمان لتمويل رهاناتها الكبيرة. فقد كانت عائداتها على رأس المال في العام الماضي مذهلة، بلغت خمسة أضعاف متوسط عائدات إكسون موبيل وشيفرون ومنافسيها الأوروبية الثلاثة، رويال داتش شل وتوتال وبريتيش بتروليوم.

مع وجود فائض نقدي في نهاية العام الماضي، تهدف أرامكو إلى ارتفاع صافي الدين إلى 5-15 في المئة من رأس المال. وإذا كان الهدف هو الحصول على مستوى شركة بريتيش بتروليوم بنسبة 30 في المئة، فيمكنها اقتراض حوالى 150 مليار دولار. هذا أكثر من القيمة السوقية لشركة  بريتيش بتروليوم.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن إكونوميست. الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/node/21763017?frsc=dg%7Ce


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد