: آخر تحديث
قال إن الخلف سيستمر على نهج الراحل لتطوير المنتدى وإكمال المسيرة

الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق

1
1
1

إيلاف من أصيلة: قال الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن سابقا، والأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي سابقا، إن محمد بن عيسى، الوزير والدبلوماسي المغربي السابق، الذي جمعته به "أواصر المحبة والأخوة والصداقة" بداية من عملهما سويًا في الولايات المتحدة، قد كان "خير العضيد ونعم الرفيق، في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية".
وعبر الأمير بندر بن سلطان، في رسالة وجهها إلى الامين العام الجديد لمؤسسة منتدى اصيلة جرت تلاوتها مساء الجمعة، في افتتاح ندوة "محمد بن عيسى.. رجل الدولة وأيقونة الثقافة" التكريمية، في إطار "خيمة الإبداع"، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ46، في دورته الخريفية، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة، تحت رعاية الملك محمد السادس، ما بين 26 سبتمبر الجاري و12 أكتوبر المقبل، عن سعادته بالمشاركة في دورات سابقة، لموسم أصيلة الثقافي، مع أخيه المرحوم محمد بن عيسى. 
وتتناول الندوة التكريمية جهود محمد بن عيسى في خدمة الفكر والإبداع، وإسهاماته المتواصلة في تعزيز حوار الحضارات والثقافات، وذلك بمشاركة صفوة من أصدقاء وزملاء الراحل، من رجال السياسة، ومفكرين وباحثين وإعلاميين من داخل المغرب وخارجه.

علاقات وثيقة

قال الأمير بندر بن سلطان إن علاقته بصديقه الراحل تواصلت بعد انتقال بن عيسى "لرباط العز والخير"، في إشارة إلى تعيينه على رأس الخارجية المغربية في 1999. وأضاف: "دأبنا على تطوير وتنمية العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية، بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية الشقيقة، والتي انطلقت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وأرساها السلطان سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي، والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود آل سعود، وترعرعت ونمت منذ ذلك التاريخ إلى العهد الحالي، حيث يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزآل سعود، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس العلوي، واللذان يحرصان على تطويرها في كافة المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة بين الدولتين، وبما يعزز مصالح الأمتين العربية والإسلامية، والسلام والاستقرار الدولي".

أصيلة البهية

تحدث الأمير بندر بن سلطان، في معرض كلمته التي تليت بالنيابة عنه، عن مدينة أصيلة "البهية" و"الحالمة على ضفاف الأطلسي"، وتعرفه عليها، ومن ثم مهرجانها الدولي، من خلال بن عيسى، وكيف عملا "سويًا" على "إحداث نقلة نوعية في النشاط الثقافي والمعرفي فيها"، من خلال برامج المنتدى، برعاية وتوجيهات من الملكين الراحلين، الملك فهد بن عبد العزيز، والملك الحسن الثاني، اللذان قال عنهما إنهما "رغبا أن يكون منتدى أصيلة، منارة ثقافية مشعة، ورافدا مهما للحراك الثقافي والفني، ليس في المغرب الشقيق فحسب، بل يتعداه ليشمل الحراك الإنساني في أنحاء أقطار المعمورة".


الأمير بندر في احدى زيارته لأصيلة

قناعة في الخلَف

شدد الأمير بندر بن سلطان على أنه على "قناعة تامة"، أن الخلف، في أصيلة، سيستمر على "نهج الفقيد"، وذلك "لتطوير المنتدى وإكمال المسيرة الطيبة".
وتوفي بن عيسى يوم الجمعة 28 فبراير الماضي، عن عمر يناهز 88 سنة، بعد مسيرة مهنية طويلة جمع خلالها بين العمل السياسي والثقافي.

متانة علاقة

تبرز متانة العلاقة التي جمعت الأمير بندر بن سلطان والراحل محمد بن عيسى، ومن خلاله مدينة أصيلة والمغرب، ككل، من خلال عدد من المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها بهذه المدينة المغربية بدعم سعودي. وتبقى مكتبة بندر بن سلطان، التي تحمل اسم الأمير بندر، في أصيلة، عنوانا بارزا، من جهة، لعمق العلاقة التي ربطت بين الراحل بن عيسى والأمير بندر بن سلطان، ولمثانة العلاقات الثنائية بين المملكتين الشقيقتين، من جهة ثانية.


الأمير بندر بن سلطان لدى وضعه حجر الأساس لبناء مكتبة الأمير بندر في اصيلة

ذاكرة حية

يرى حاتم البطيوي، الأمين العام الحالي لمؤسسة منتدى أصيلة، أن مكتبة الأمير بندر بن سلطان، التي فتحت أبوابها قبل نحو عقدين، قد تجاوزت، في أصيلة، مفهوم المكتبة التقليدية، لتغدو "ذاكرة حية ومؤسسة فكرية نابضة في قلب المدينة، ومركز إشعاع ثقافي منفتحاً على العالم".
ويقول البطيوي إن المكتبة، التي تعد من المشاريع الثقافية الكبرى في أصيلة، حافظت على رسالتها الأصيلة في نشر المعرفة، وتحولت إلى فضاء يعكس دينامية التحولات الفكرية التي تعرفها أصيلة، ومرآة تنبض بحيوية موسمها الثقافي الدولي ومحيطه الإبداعي. وهي تحتضن اليوم ورش الإبداع، ومشاغل التعبير الأدبي، وكتابة الطفل، إلى جانب اللقاءات الفكرية ومنتديات الحوار المخصصة للشباب. كما أصبحت مختبراً لإنتاج الفكر والمعرفة، وفضاء خصباً لورش التفكير التي تستشرف آفاق المستقبل الثقافي للمدينة والمنطقة.
إلى جانب دورها الثقافي، يضيف البطيوي، تظل المكتبة شاهداً على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، تحت قيادة الملك محمد السادس، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات