: آخر تحديث

فرنسا والعالم من خلال جان- بيار شوفنمان

49
57
44

يعدّ جان- بيار شوفنمان الملقب بـ"حكيم الجمهورية" والمولود عام1939، من أهمّ الشخصيات القديمة التي لا تزال على قيد الحياة، محاولة أن تكون مؤثرة وفاعلة في المشهد السياسي والاجتماعي.

وفي الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي، تقلّد جان- بيار شوفنمان مناصب رفيعة في مختلف الحكومات. فقد كان وزيرًا للتربية، ووزيرًا للداخلية، ووزيرًا للدفاع. وفي عام2002، ترشح للانتخابات الرئاسية.

 

وخلال العقد الأخير أصبح مشرفًا على مؤسسة Res Publica، التي أنشأها بهدف إثراء الجدل السياسي، وإليها يدعو الموظفين الكبار، والمثقفين البارزين من مختلف التوجهات.

ومؤخرًا أصدر جان -بيار شوفنمان المعروف بصراحته، وبمواقفه الجريئة والمبدئية، كتابًا بعنوان: "إعادة بناء فرنسا"، قال عنه في حوار أجرته معه الأسبوعية الفرنسية "لوبوان" في عددها الصادر في الأسبوع الأخير من شهر مايو-أيار من السنة الحالية: "لقد استعملت عبارة للجنرال ديغول فيها أجاب على سؤال: "ماذا أنتم فاعلون؟" قائلاً :"نحن بصدد إعادة بناء فرنسا".

أضاف: نفس هذا العمل هو الذي ينتظرنا اليوم. ونحن نحتاج إلى خمسين سنة على الأقل لكي نعيد تعليم فرنسا كيف تُنتِج، ولكي نعيد الاعتبار للدولة، ونتخلص من كل العراقيل التي تشلّ المبادرات، وأن نصنع من الفرنسيين مواطنين حقيقيين، وأن نتيح لأمتنا فرصة التكلم بلغة يفهمها العالم بأسره.
وكل هذا يحتاج إلى وقت وإلى إرادة".

وقال جان بيار-شوفنمان بإن الرئيس الفرنسي الحالي ماكرون نجح في  عام2017 في الانقلاب على النظام القديم، وفي تقليص دور الأحزاب الكلاسيكية، لكنه لم يتمكن إلى حدّ الآن من بلورة سياسة واضحة ومقنعة لأمد طويل.

وفي كتابه يشير جان- بيار شوفنمان بإن معادة روسيا لصالح الولايات المتحدة الأميركية خطأ  جسيم. إذ أن روسيا جزء كبير من أوروبا. وهي تحتل مساحة شاسعة. لذلك هو يرى أنه من الأفضل لأوروبا أن لا تسقط في فخ القطيعة معها لكي لا تجد نفسها مجبرة على الارتماء في أحضان الصين الشيوعية.

ولكن هل هو يساند انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي؟ عن هذا السؤال يجيب جان-بيار شوفنمان قائلا بإن أوكرانيا لا تستجيب مطلقا لأي شرط من شروط العضوية في الاتحاد الأوروبي. مع ذلك لا بد من التضامن معها لأنها تعرضت للغزو. لكن يتوجب على الأوروبيين أن يفكّروا جيدًا في مصالحهم الاقتصادية قبل كل شيء.

وأضاف جان-بيار شوفنمان أنه بذل كل ما في وسعه خلال الفترة التي كان فيها ممثلاً لفرنسا لدى روسيا بإن يحدّ من حجم الخلافات بين البلدين.
وهو يعتقد أن هناك جانبين في شخصية بوتين يتحتم على الأوروبيين أن يأخذوها بعين الاعتبار.
الجانب الأول هو ان بوتين نجح في وضع حدّ للفوضى العارمة التي كانت تعيشها بلاده بعد انهيار النظام الشيوعي القديم.
كما أنه حقق نجاحات كبيرة في تحقيق نمو اقتصادي، وفي تحديث الدولة ومؤسساتها.
في الآن نفسه، منح الولايات المتحدة الأميركية قواعد عسكرية في آسيا الوسطى للتصدي لطالبان في أفغانستان.
أما الجانب الثاني في شخصية بوتين، فيظهر في المرحلة الثانية من حكمه، وتحديدًا انطلاقا من عام 2007. ففي هذه المرحلة، انتقد بشدّة دول الحلف الأطلسي، والولايات المتحدة خلال مؤتمر ميونيخ حول الأمن، سياستها تجاه بلاده محذّرا إياها من أي عمل يضرّ بأمنها وسياستها.

ويقول جان-بايار شوفنمان إنه لن ينسى أبدا جملة في خطاب بوتين في المؤتمر المذكور، وفيها قال: "الذي لا يتأسف لاختفاء الاتحاد السوفياتي لا قلب له."
وبحسب رأيه تعكس هذه الجملة عمق تفكيره السياسي.      


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات