: آخر تحديث
نداءٌ عاجلٌ بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام:

أوقفوا الإعدام في إيران

20
15
13

اليوم العاشر من تشرين الأول (أكتوبر)، اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، الذي أسَّسه التحالف العالمي ضد عقوبة الإعدام في عام 2003، في ذكراه الثانية والعشرين هذا العام، يجد العالم نفسه أمام تحدٍّ مروّع في إيران. بينما يذكّر هذا اليوم بأن عقوبة الإعدام هي أداة للقمع والترهيب، فإن النظام الديني الاستبدادي في إيران لا يُقابل هذا اليوم بالتأمل والتناغم مع حقوق الإنسان، بل بموجة من الإعدامات الوحشية التي تثبت أنه يستخدم حبل المشنقة كسلاح للحفاظ على سلطته.

إن هذه الوحشية المتزايدة هي الوجه الآخر لعملة أزمة الشرعية التي يواجهها النظام. فمنذ تولي مسعود بزشكيان السلطة في آب (أغسطس) 2024، أعدم هذا النظام 1892 شخصاً – بما في ذلك 61 امرأة و7 مجرمين قاصرين على الأقل – وهذا الرقم المروّع يدل على تسارع الأزمة الإنسانية التي تهدف إلى بث الرعب والخوف في المجتمع ومنع اندلاع الانتفاضة.

تصعيد الأرقام القياسية: 1695 إعداماً في عام واحد
يشهد الارتفاع في الإعدامات في إيران، خاصة منذ بداية عام 2025، مستوى غير مسبوق، مما يجعل النظام حائزاً على الرقم القياسي في الإعدامات عالمياً. هذا الارتفاع ليس مصادفة، بل جزء من استراتيجية النظام لمواجهة الخوف من الإطاحة به. بلغ إجمالي الإعدامات في العام الماضي، من 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2024 حتى 6 تشرين الأول (أكتوبر) 2025، 1695 شخصاً. كما تم تسجيل ما لا يقل عن 1200 إعدام في الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 وحده. وفي شهر أيلول (سبتمبر) 2025، تم تنفيذ 200 إعدام – وهي أعلى حصيلة شهرية في 36 عاماً.

هذه الإعدامات، التي تستند إلى محاكمات غير عادلة واعترافات تحت التعذيب، لا تستهدف السجناء العاديين فحسب، بل الأقليات العرقية (مثل الأكراد والبلوش والعرب الأهوازيين) والمعارضين السياسيين كذلك. هذا القمع المنهجي، بما في ذلك إعدام عضوين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، يأتي بعد دعوة وسائل إعلام النظام الرسمية في تموز (يوليو) 2025 إلى تكرار "التجربة الناجحة" لمذبحة 1988. (في صيف عام 1988، أعدم ما لا يقل عن ثلاثين ألف سجين سياسي على يد لجنة الموت المكونة من أربعة أفراد في طهران. وكان 90 بالمئة من الذين أعدموا أعضاء أو مؤيدين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية).

إلغاء الإعدام: مطلب عالمي وركيزة المقاومة الإيرانية
في وقت يستمر فيه النظام الإيراني في عمليات القتل هذه، فإن الاتجاه العالمي يسير في الاتجاه المعاكس: وفقاً لمنظمة العفو الدولية، ألغت 113 دولة عقوبة الإعدام، وأوقفتها 145 دولة إما قانوناً أو فعلاً.

أمام هذه الآلة القاتلة، تُلهم مقاومة الإيرانيين داخل البلاد وخارجها:

مقاومة السجون: أطلق السجناء السياسيون داخل سجون النظام حملة "أيام الثلاثاء ضد الإعدام" – وهي حركة وصلت الآن إلى الأسبوع 89، حيث يرفع النشطاء وعائلات الضحايا صوتهم من خلال الإضراب عن الطعام والاحتجاج ضد عمليات الشنق.

التحرك الدولي: نظّم مؤيدو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تجمعات ومسيرات في 12 مدينة حول العالم تحت عنوان "وقف الإعدامات في إيران" بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام. هذه الدعوات تدعمها منظمة العفو الدولية وتصر على ضرورة وقف الإعدامات فوراً.

كما أن هذا القمع يواجه الإدانة من قيادة المقاومة، حيث وصفت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، هذه الإعدامات بأنها "جريمة ضد الإنسانية"، وأكدت في خطتها العشرية لـ"إيران الحرة" على الإلغاء الكامل لعقوبة الإعدام. ومما يزيد الأمر إدانة هو الخطر الوشيك لإعدام 17 سجيناً سياسياً مرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، كرموز للقمع الممنهج.

خلاصة: ضرورة المساءلة الدولية
من منظور تحليلي، يعاني النظام الإيراني من أزمة عميقة في الشرعية. الارتفاع في الإعدامات ليس دليلاً على القوة، بل اعترافاً بالضعف. فالنظام الذي وصل إلى السلطة بوعود إصلاحية من مسعود بزشكيان، أصبح الآن، بصمته تجاه هذه المجازر، في حرب مع الشعب.

يجب على المجتمع الدولي، من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، فرض عقوبات مستهدفة على المسؤولين عن الإعدامات وسحب النظام إلى طاولة العدالة. اليوم العالمي ضد الإعدام هو دعوة للعمل الفوري. أثبت الإيرانيون، بمقاومتهم في السجون والشوارع، أن روح الحرية لا يمكن إخمادها. يجب على العالم أن يقول: "لا للإعدام – لا للنظام القاتل!"


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.