: آخر تحديث

السعودي كويتي والكويتي سعودي

21
14
12

في يوم الثلاثاء 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، في قصر اليمامة بالعاصمة السعودية الرياض ثمانية وثلاثين سفيراً قدّموا أوراق اعتمادهم لسموه، وقد جرت لهم كما أُجري لمن سبقهم من رؤساء البعثات الدبلوماسية مراسم استقبال عظيمة الشأن في تقليد بروتوكولي عريق كعراقة بيت الحكم السعودي الممتد منذ عام 1727م.

غير أن أكثر اللقطات التي استرعت انتباه المتابعين هي لحظة تقديم سعادة سفير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح أوراق اعتماده، حيث سبقها عناق أخوي بين سمو ولي العهد وسعادة السفير في لحظة مميزة، كما لو كانت تلخّص العلاقة التاريخية الأزلية التي تربط السعودية بالكويت. وكان مشهداً مهيباً بين الأمير نائب الملك ابن الملك حفيد الملك والأئمة آل سعود الكرام، وبين الشيخ ابن الشيخ ابن الشيخ حفيد الحكّام والأمراء آل الصباح الكرام.

ولو قُدّر لروابي نجد أن تتحدث، لأسهبت وهي تروي قصة عودة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود بالنصر المؤزّر إلى قصر المصمك في الرياض، قادماً من كويت الشيخ مبارك بن صباح بن جابر الصباح رحمهما الله، ولا استذكرت أيضاً إقلاع طائرة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر المبارك الصباح من سعودية الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمهما الله متجهة صوب قصر دسمان في الكويت المُحرّرة من دنس الطغيان الآثم للبعث العراقي، حفظ الله البلدين الشقيقين وأدام عليهما روح المحبة والتآزر والإخاء في ظلّ قيادتيهما الرشيدتين وشعبيهما الوفيين.

في الخامس من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، عقد معالي المستشار في الديوان الملكي تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، مؤتمراً صحفياً كشف من خلاله أجندة موسم الرياض 2025، وكان من ضمنها إعلان معاليه عن إضافة عدة دول في منطقة (بوليفارد وورد)، جاء في طليعتها دولة الكويت العزيزة ليشاهد جميع الزوّار عن قرب ملامح من تنوعها الثقافي والاجتماعي وأنواع فنونها وموروثها الشعبي وأكلاتها الشعبية، وليعيش الجميع تجربة جديدة بكل تفاصيلها وفريدة بمختلف مفرداتها.

وفي معرض إجابة معاليه على سؤال لمراسلة جريدة الراي الكويتية، قال بالحرف الواحد: "السعودي كويتي والكويتي سعودي"، والحقيقة أن كلمة معاليه ليست مجرد جملة إنشائية عابرة، بل واقع حقيقي أثبتته الأحداث منذ حقب التاريخ السحيقة. فالامتداد الاجتماعي يقف شاهدًا على خصوصية العلاقات السعودية–الكويتية، فالكثير من الأسر والعوائل في البلدين تربطهما أواصر القربى والمصاهرة، والأمثلة والشواهد كثيرة، وليس هذا مقام سردها.

إن وجود الكويت في منطقة (بوليفارد وورد) كأول دولة خليجية تنال هذه الأسبقية محكوم عليه بالنجاح منذ أن كان مجرد فكرة. برأيي الشخصي، فقد أحسن معالي المستشار تركي آل الشيخ صنعاً بتبنّي هذه المبادرة، فحجم الإرث الإنساني الكويتي لا شك أنه يستحق هذا الوهج. ولأن الكويت رائدة الخليج في الدراما التلفزيونية والفنون الموسيقية والرياضة، خصوصاً لعبة كرة القدم، فمنتخبها الوطني هو أول منتخب خليجي يفوز ببطولة كأس أمم آسيا عام 1980م على أرضهم وبين جماهيرهم، كما أنه المنتخب الخليجي الأول الذي شارك في نهائيات كأس العالم بمشاركته المشرّفة في مونديال إسبانيا عام 1982م. ناهيك عن كفاح أجيالهم قبل النفط، وقصص النجاح والثراء التي سطّرها نواخذة البحر وملوك اللؤلؤ وسلاطين التجارة التي وصلت إلى أقاصي الهند والسند. لا شك أنه بلد عظيم يستحق الاحتفاء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.