: آخر تحديث

مؤتمر صحفي شفاف ومدعوم بالأرقام

7
5
4

في لحظة تتقاطع فيها شفافية الطرح مع طموح الرؤية، تشرفت بحضور المؤتمر الصحفي الحكومي المشترك، الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة ووزارة الإعلام، واستعرض خلاله معالي الوزيرين جملة من المبادرات الوطنية والبرامج النوعية التي تؤكد حرص المملكة على الريادة محليًا وإقليميًا.

وكانت اللحظة الأبرز في حديث معالي وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، حين كشف عن قرب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للإعلام، مؤكدًا أنها لا تزال قيد الدراسة والمداولة، وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب. وجاء هذا التصريح ليفتح باب الترقب لمرحلة جديدة من التنظيم الإعلامي المؤسسي، المبني على أسس مهنية ومعايير عالمية.

ما ميّز حديث معالي الوزير هو استناده إلى أرقام دقيقة، عكست حجم العمل المؤسسي المبذول لقيادة المملكة على المستويين المحلي والدولي، ومن أبرز ما طُرح:

- تصدُّر المملكة الترتيب العالمي في نمو إيرادات السياح الدوليين خلال الربع الأول من 2025.

- بلوغ حجم الاقتصاد الرقمي 495 مليار ريال في عام 2024، بنسبة مساهمة بلغت 15 بالمئة من الناتج المحلي.

- تقدم المملكة إلى المركز الثاني بين دول مجموعة العشرين في مؤشر تنظيمات قطاع الاتصالات والتقنية.

- الإنجازات الإنسانية التي شملت أكثر من 108 دول، ومئات الآلاف من العمليات الجراحية التطوعية، وآلاف المتطوعين.

كل رقم في هذا السياق لم يكن مجرد إحصاء، بل شهادة على حجم الحراك السعودي، وعلى نضج الخطاب الإعلامي الذي لم يعد يكتفي بالنقل، بل يسهم في صناعة التأثير وتشكيل الصورة الذهنية للمملكة عالميًا.

أما على الجانب البيئي، فقد أعلن معالي وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي عن تأسيس أكبر صندوق للبيئة في المنطقة، خطوة تعكس التزام المملكة بحماية بيئتها وتنوعها الطبيعي، وتعزيز أمنها الغذائي والمائي في ظل التحديات العالمية.

شهد المؤتمر حضورًا إعلاميًا متنوعًا، من بينها وسائل إعلام دولية كالصينية وغيرها، ما يعكس البُعد الدولي للرسالة الإعلامية السعودية. كما نُقل المؤتمر مباشرًا بكل شفافية ووضوح، وتخلله نقاشٌ مفتوح مع الصحفيين، وإجابات مستفيضة من معالي الوزيرين على أبرز الأسئلة والاستفسارات، مما يعزز الثقة في المسار الإعلامي الحكومي القائم على المكاشفة والتفاعل.

الرسالة التي خرجت بها من هذا المؤتمر ليست فقط غنى المحتوى وتنوع المبادرات، بل وضوح الرؤية الإعلامية، واستعداد الدولة للانتقال من إعلام رد الفعل إلى إعلام التخطيط والتأثير. والاستراتيجية الوطنية للإعلام المرتقبة، التي أشار إليها معالي الوزير، قد تكون نقطة التحول الكبرى في بناء هوية إعلامية سعودية تواكب رؤية 2030 وتدعم مكتسبات الوطن على كل الأصعدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.