* مُتابع للرياضة المصرية وقوتها وإثارتها منذ زمن طويل، ومهتم ومُشجع لمنتخب مصر وخاصةً في كأس أُمم إفريقيا، والذي يتسيدها ويمتلك زمام زعامتها. وشهدت صغيرًا على مشاركة منتخب مصر في كأس العالم بإيطاليا 1990، وعلى هدفها الوحيد في ذلك المونديال عن طريق مجدي عبد الغني، وكنت مصدقًا حتى وقت قريب، ومن كُثر ترديد عبد الغني نفسه، بأن ذلك الهدف هو الأول لمصر في كأس العالم، قبل أن أُفاجأ وأكتشف بأن ذلك الكلام غير صحيح، وأن هناك هدفين قبله لعبد الرحمن فوزي - رحمه الله - في مونديال 1934! لكن ملاحظتي وما دعاني لكتابة هذه المقالة أنني بتّ ألمس، وفي الآونة الأخيرة تحديدًا، وبحكم متابعتي لأكثر من برنامج رياضي مصري، ومنها البرنامج اللذيذ "أهلاوي وزملكاوي"، والذي يقدمه الصديقان الجميلان محمد القوصي وأحمد الخضري، بأنَّ القوة والمتعة والإثارة التي كنا نتابعها وننتظرها عبر المستطيل الأخضر ومن خلال مباريات ثقيلة بين الأهلي والزمالك والإسماعيلي وغيرهم، انتقلت مؤخرًا وبدرجة أكبر لتُصبح خارج الملعب. وسأتناول، وعلى سبيل المثال، هذا الموسم تحديدًا، بدايةً بهجوم البعض غير المبرر على مدرب المنتخب الأسطورة حسام حسن، إلى انسحاب الأهلي في لقاء القمة أمام الزمالك، إلى مفاوضات زيزو الدراماتيكية قبل توقيعه للأهلي، إلى خصم 3 نقاط أو 6 نقاط من الأهلي، إلى إلغاء الهبوط، إلى احتفال فريقين في آخر جولة بالدوري باللقب، إلى تهنئة الزمالك لبيراميدز وتحفّظ الأهلي على ذلك، إلى وإلى وإلى… إلخ.
* أمَّا بالنسبة لأقوى وأجمل حدث بالموسم، فأعتقد أنه تحقيق بيراميدز، الفريق الذي يُعتبر حديثًا على الساحة الرياضية، لبطولة كبيرة بحجم دوري أبطال إفريقيا، وهو اللقب الذي نشاهده وخاصةً من خارج مصر، ومن خلال وجهة نظر محايدة وبعيدًا عن المناكفات الإعلامية والجماهيرية التي كانت مع أو ضد الفريق أمام صنداونز بالنهائي، إنجازًا كبيرًا يُسجل في النهاية لجمهورية مصر الشقيقة، وساهم في رفع حصيلتها من الألقاب لتصل إلى 19 لقبًا في المركز الأول، وهو رقمٌ قياسيٌ مميز. وكم أعجبني في هذا الجانب تحديدًا حديث منطقي وعقلاني استمعت إليه عبر برنامج "الكورة مع فايق" للصحفي المحسوب على الشأن الأهلاوي إبراهيم المنيسي، حين ردّ وبالحجة والأرقام على المقولة الساذجة "بيراميدز لا يمثل مصر في دوري الأبطال".
* وقبل أن أختم، سأتوقف عند النهائي المرتقب لكأس مصر اليوم الخميس بين الزمالك وبيراميدز، واسمحوا لي في هذا الشأن بأن أضم أمنياتي لأمنيات الزميل الزملكاوي العتيق عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، والتي ختم بها مقالته الجميلة "بيراميدز.. من الأسيوطي إلى أبطال إفريقيا"، وهي أن يكون الفوز بالكأس حليفًا للقلعة البيضاء. ولكن لماذا الزمالك بالذات؟ خاصةً وقد صنفت نفسي من البداية بالمحايد، والذي يتحدث كمتابع فقط ومن بعيد! وأُجيب بأني أُوعز ذلك إلى أنه، ومن الأفضل والأهم للكرة المصرية، ولعدم فقدان أحد أهم أركانها وأعمدتها في لعبة كرة القدم، بأن يختم نادي الزمالك موسمه بتحقيق اللقب. صحيح أن لدي قناعة، ومؤمن بها جدًا، بأن بطولات الكأس ذات النفس القصير قد ساهمت في تخدير الزمالك وابتعاده عن البطولات الكبرى والأقوى ذات النفس الطويل "الدوري ودوري الأبطال القاري"، ولكنها هذه المرة مهمة وحساسة جدًا لمستقبل الفريق، وفي حال الخسارة فقد تكون عواقبها مضاعفة، وقد يدخل الفريق عقبها في نفق صعب وغيبوبة قد لا يصحو منها إلا وقد وجد نفسه ضمن فرق الوسط بالدوري، تاركًا موقعه في القمة لبيراميدز. وهذا بالتأكيد ليس من صالح الكرة المصرية، ولا في صالح التنافس الشرس والشريف بين الغريمين التقليديين الأهلي والزمالك. أما المكاسب في حال تحقيق الزمالك للقب، فستكون مضاعفة بدءًا بإعطاء مؤشر جيد على قوة المنافسات، مرورًا بتوزع الألقاب بين أكثر من فريق، وهو ما يُعطي أيضًا زخمًا وإثارةً وترقبًا مبكرًا للموسم الرياضي المقبل.