لا يُولد الانتماءُ للوطن مَطعوناً فيه، و لا يُصاغ الحبُ الفطريُّ للأرضِ بوصمةِ عار، لكنَّ الحربَ الرقميةَ التي تشنُّها أطرافٌ معاديةٌ على #المملكة_العربية_السعودية حوَّلت حتى "المصطلحات" إلى ساحة معركة، حيث يُسعى لتحويل الفخر بالهوية إلى سُخرية، و الدفاع عن الثوابت إلى "عُقدة"! فكيف تحوَّل لقب "وطني" المشرّف إلى مصطلحٍ هُزئيٍ يُطلق عليه "وطنجي"؟! و ما الرسالة الخفية وراء هذه التحويرات اللغوية الماكرة؟! كلمة "وطني" في أصلها العربي تحمل دلالاتِ الوفاء، و الفخر، و المسؤولية تجاه الوطن، وهي صفةٌ من النُبل في قِيمتها الاجتماعية. لكن بإضافة لاحقة "ـجي" – التي تُستخدم في اللهجات العامية لنَقْدِ التطرف أو التعصب – تمَّ تحميل المصطلح دلالةً سلبيةً مفتعلة، كأنما يُقال للمدافع: "انتماؤك لوطنك مَرَضِي، ودفاعك عنه هوسٌ لا عقلانية فيه". هذا الانزياح اللغوي ليس بريئاً، بل هو جزءٌ من استراتيجيةٍ لـتجنيد اللغة كسلاحٍ نفسي، لخلقِ شعورٍ بالخجل لدى الوطنيين، و إيهامهم بأن دفاعهم "مبالغٌ فيه"، بينما الحقيقة أن الخصوم يخشون قوة الحجة، فيُرهبونهم بالشتيمة. اللافت أنَّ الهجوم لا يستهدف السعودية فقط، بل يُهاجمُ "حقَّ السعودي" في الرد !!!! فمصطلح "وطنجي" يُستخدم كلما أثبت المُدافع زيفَ التهم، أو كشفَ تناقضَ الخصوم .. هنا تتحول اللغة إلى أداةٍ لإسكات الخصم عبر تصنيفه لغوياً ، بدلاً من مناقشة أدلته. هذه الآلية تُشبه ما تفعله الجماعات العنصرية حين تُطلق ألقاباً مهينة على من يُطالبون بحقوقهم، لتجنب الاعتراف بشرعية مطالبهم. الاستهداف هنا مزدوج: تشويه صورة #السعودية، و تحطيم معنويات المدافعين عنها عبر تصويرهم كـ "قطيع" يتبنى روايةً رسميةً بلا تفكير. لكنَّ السؤال الأهم: لماذا يخشى المهاجمون الوطنيين إلى هذه الدرجة؟! الإجابة تكمن في أنَّ "#الوطنجي" – بالمفهوم السعودي – ليس مُتعصباً، بل هو مَن يملك أرشيفاً من الحقائق، و وعياً تاريخياً بالمؤامرات، و قُدرةً على تفكيك الأكاذيب بلغات متعددة، مما يجعله خصماً خطيراً في المعركة الرقمية. "الإسقاط".. حين يهرب المُهاجم من عجزه إلى شتيمة الخصم علم النفس يُعرّف "الإسقاط" كآليةٍ دفاعيةٍ يلجأ إليها الإنسان لإلصاق عيوبه بالآخرين. و هذا ما يفعله مطلقو مصطلح "وطنجي": - يُسقطون عجزهم عن إثبات ادعاءاتهم على المدافعين، فيشيطِنونهم. - يُحولون فشلهم في حشد التأييد إلى اتهام السعوديين بالقطيعية. - يهربون من مناقشة إنجازات المملكة (الاقتصادية، الاجتماعية، التنموية) بالتركيز على تشويه صورة المدافعين الوطنيين. بكلمات أخرى: المصطلح ليس سوى "درعاً وهمياً يحتمي خلفه من يفتقرون إلى الحجج، فبدلاً من أن يقولوا: "نحن مُخطئون في اتهاماتنا"، يقولون: "أنتم وطنيون بشكلٍ مَرَضِي" !!! التاريخ يُثبت أنَّ الشعوب التي لا تمتلك "وطنجيين" – بالمعنى الساخر – تكون عرضةً للابتلاع. فلو لم يكن هناك مصريون هزموا تشويهات الحملة الفرنسية، أو جزائريون دافعوا عن هويتهم ضد الاستعمار، لضاعت حقوق أمم. الفرق اليوم أن المعركة انتقلت إلى العالم الافتراضي، حيث يُقَاتَل "الوطنجي" السعودي بـمنشورٍ يفند به افتراءً، أو بتغريدةٍ يكشف فيها زيف صورة. الوطنية ليست عيباً، و"الوطنجية" – إن جاز التعبير – ليست سوى محاولةٌ يائسةٌ لسرقة الفخر بالانتماء. فالشعب الذي يُدافع عن نفسه بشراسة، و يُحب أرضه بحدِّية، و يُحاسب من يهاجمها بغير دليل، هو شعبٌ "يصنع التاريخ، لا شعبٌ يُغازل الأعداء ليرضوا عنه! خريجوا "مدرسة الوطنجية".. هل يُعتذر لهم لاحقاً؟! عندما تتكشف الأوراق، و يُثبت التاريخ أن الحملات التشويهية ضد #السعودية كانت مدفوعةً بأجنداتٍ خبيثة، سيُدرك العالم أن من سُموا "وطنجيين" كانوا "حُراسَ الحق" في زمنِ تراجع فيه صوت الباطل أمام صوت الحق، حينها، قد يُفتح باب الاعتذار لمن أُهينوا لدفاعهم عن وطنهم، لكن الأكيد أن "الوطنجي" لن ينتظر هذه اللحظة ، فهو يعرف أن ساعة الحقيقة قادمة، و أن كل منشورٍ كتبه، و كل تغريدةٍ نشرها، كانت بندقيةً رمزية في معركة وجودٍ يُحاول البعض إنكارها. فليُسمع صوت من أسميتوه بـ "الوطنجي" عالياً .. فالأوطان تُبنى بهم. _______ عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ. ٢٧ ابريل ٢٠٢٥م
من "وطني" إلى "وطنجي": تشويهُ الإنتماء و سُخريةُ الخصوم
مواضيع ذات صلة